يعلم معظمنا أن قلة النوم ليلاً قد تجعلنا نشعر بالخمول والانزعاج وعدم القدرة على التركيز، مما يؤثر على قدرتنا على الحكم بالأمور وإنتاجيتنا، وفقاً لصحيفة نيويورك بوست .
تبيَّن أن الأرق الناتج عن بعض العادات السيئة قد يُسرّع شيخوخة الدماغ لعدة أشهر، وفقاً لتقارير بحثية جديدة.
بفحص مسح الدماغ وأنماط النوم لأكثر من 27 ألف شخص بالغ في منتصف العمر وكبار السن، اقترح باحثون من السويد والصين أن الأشخاص الذين لديهم أسوأ أنماط النوم كانت أدمغتهم أكبر بعام واحد في المتوسط من أعمارهم الزمنية.
وكان لدى الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم أدمغة أكبر سناً بنحو 7 أشهر فقط في المتوسط.
لمعرفة ما يُسرّع شيخوخة الدماغ، استكشف الباحثون 5 عادات ترتبط بالنوم السيئ: السهر، والأرق، والشخير، والحصول على أقل من 7 ساعات من النوم ليلاً، والشعور بالنعاس المفرط خلال النهار، وهي كلها مؤشرات على قلة النوم.
تم خصم نقطة واحدة من تقييم صحة نوم المشاركين لكل عادة مارسوها.
حصل 41 في المائة فقط على نوم صحي، أي ما يعادل 4 أو 5 نقاط على مقياس من 5 نقاط. بينما حصل أكثر من نصف المشاركين على نقطتين أو 3 نقاط فقط على تقييم النوم الجيد.
لكل نقطة مُخصومة، اتسعت الفجوة بين العمر البيولوجي للدماغ والعمر الفعلي للشخص بمقدار نصف عام.
وعادتا النوم اللتان كان لهما التأثير الأكبر على عمر الدماغ: السهر والشخير.
وفقاً للنتائج المنشورة في eBioMedicine ، فإن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا أكبر سناً، أو بدينين، أو يعانون من حالات تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
قد تكون الفجوة الكبيرة في الدماغ - أو عمر دماغي مُقدَّر أكبر جسدياً من العمر الفعلي للشخص - علامة تحذير مبكرة على ضعف صحة الدماغ، وتزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض، مثل الخرف.
قد يكون الالتهاب هو السبب. يمكن أن تُحفّز قلة النوم استجابات التهابية تهدف إلى حماية الجسم من الأمراض والإصابات. يستمر هذا الالتهاب، وقد يؤدي إلى تلف وتدهور في القدرات الإدراكية، بما في ذلك الإصابة بمرض ألزهايمر.
على الرغم من أن أدمغتنا تشيخ مع التقدم في السن، فإن الباحثين خلصوا إلى أن عادات النوم السيئة هي التي تُفاقم مشاكل الدماغ.
لم يُظهر أي من المشاركين، الذين خضعوا للمتابعة لنحو 9 سنوات، علامات الخرف أو السكتة الدماغية أو غيرها من الحالات العصبية في بداية الدراسة.