آخر تحديث :السبت-15 نوفمبر 2025-12:49ص

الحوثيراني في أخطر لحظاته.. ضجيج إعلامي وقيادة مشلولة ومعركة مستحيلة

السبت - 15 نوفمبر 2025 - الساعة 12:49 ص

العميد/ محمد عبدالله الكميم
بقلم: العميد/ محمد عبدالله الكميم
- ارشيف الكاتب


🔸️بعيداً عن ضجيج قادة الصف الثالث والمهرجين الاعلاميين في الجماعة وعلى رأسهم المدعو محمد البخيتي الذي زعم أن الحرب مع إسرائيل "الأقل كلفة والأكثر دعاية" ، يتصرف الحوثيرانيون على هذا الأساس فعلاً.


فهم يبحثون عن حرب خارجية يمكن أن يُصفّوا فيها أزماتهم، ويتخلصوا من قيادات اصبحت عبء عليهم ويشكلون خطر على زعامة المليشيات ، وبكلفة بشرية ومادية محدودة، وبأعلى فائدة دعائية ممكنة.


ولهذا يتحرك الحوثي باتجاه ثلاث ساحات صدام محتملة مع إسرائيل :

1️⃣ هجوم إسرائيلي محتمل على حزب الله.

2️⃣ ضربة إسرائيلية مباشرة للجماعة.

3️⃣ انهيار المرحلة الثانية من اتفاق غزة.


🔸️ ومؤخراً، ضاعف الحوثيرانيون حملتهم الإعلامية ضد السعودية، محاولين تصويرها كعدوّ مباشر، وإحياء خطاب الحرب معها.


لكن هذا التحشيد ليس سوى تكتيك لذرّ الرماد على العيون، وتصدير التوتر الداخلي، وابتزاز سياسي لا أكثر.


فالمليشيات تعلم تماماً أن أي حرب مع السعودية لن تكون جولة عابرة، بل معركة مفتوحة ستنتهي بانتهائها هي قبل أي طرف آخر.


وتعلم أيضاً أن أي ضربة قد توجهها ضد السعودية مهما كانت موجعة دعائياً فإنها ستُمنح الرياض حقاً كاملاً ومشروعاً في استخدام قوتها العسكرية والدبلوماسية الساحقة للدفاع عن نفسها.


الفارق في القوة، الوسائل، الغطاء الدولي، الاقتصاد، والتحالفات… يجعل خيار الحرب مع السعودية خياراً انتحارياً بالكامل.


🔸️ في المقابل، تلقّى الحوثيرانيون خلال الأشهر الأخيرة ضربات إسرائيلية موجعة أحرقت صفوفاً قيادية حساسة، بعضها لم يُكشف عن اسمه حتى الآن بسبب ارتباطه بملفات خارجية وشبكات تمويل وتسليح.


هذه الخسائر أحدثت فراغاً خطيراً في مطبخ القرار داخل الجماعة، وزادت من الفوضى والارتباك القيادي.


🔸️ ومع هذه الضربات، يعيش الحوثي خنقاً اقتصادياً خانقاً:


▪️انهيار موارد اقتصاد الحرب،


▪️تعثر شبكات التهريب


▪️الضغوط الشعبية المتصاعدة


▪️صعوبة تحريك الأموال.


وهذا الخنق يجعل أي حرب شاملة مستحيلة، لأن الجماعة غير قادرة على تمويل الإمدادات أو تغطية نفقات الجبهات أو حتى شراء الولاءات.


🔸️ الأخطر أن قيادة مليشيات الحوثيراني الارهابية اليوم شبه مشلولة أمنياً.


القيادات الكبيرة لا تستطيع الظهور بين الناس، ولا استخدام الاتصالات بارتياح، ولا التحرك إلا ضمن نطاقات ضيقة للغاية.


هذا الشلل يجعل اتخاذ قرار الحرب مخاطرة قد تفكك القيادة قبل اندلاع المعركة نفسها.


🔸️ ثم جاءت الضربة الأكبر: مقتل حسن نصر الله، الذي كان العقل المدبّر للمحور ومرشد الحوثي الأول في القرارات الكبرى.


برحيله فقد عبدالملك الخريطة، والمرشد ، وصاحب البوصلة الإقليمية.

لا نعيم قاسم قادر على سدّ الفراغ، ولا القيادات الإيرانية التي تمزقت بفعل الضربات الأخيرة أو انشغلت بأزماتها الداخلية.


🔸️ عبدالملك الحوثي حلم طويلاً بأن يصبح لاعباً إقليمياً كبيراً وظهر في مؤتمر القوميين العرب ليقدّم نفسه لكن مشكلته بقيت كما هي:

▪️جرأة بلا دهاء

▪️اندفاع بلا خبرة.

▪️وعزلة لم تسمح له ببناء مدرسة سياسية كتلك التي صنعها نصر الله أو سليماني.


🔸️ لهذا يقف الحوثي الآن في أخطر لحظة منذ ظهوره:

▪️غير قادر على الحرب مع الداخل…

ولا مع السعودية…

▪️ولا على بناء قرار مواجهة خارجية منضبط…

▪️ومحاصر بالضربات، والخسائر، والخنق الاقتصادي، والشلل الأمني، والصراع الداخلي، وغياب المرجع الإقليمي.