آخر تحديث :السبت-15 نوفمبر 2025-12:49ص

شر البليه ما يضحك

الجمعة - 14 نوفمبر 2025 - الساعة 11:46 م

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


تحول خبر وصول تعزيز راتب شهر أغسطس 2025م إلي حدث تتباهى به وسائل إعلام السلطة الحاكمة ، كإنجاز لا يفوقه إلا إنجاز الهبوط على سطح المريخ واكتشاف الـ DNA.!!!


لدي الاعلام الرسمي قدر يفوق التصور من الفجاجة ليواصل هذا المسلك الذي لا يليق إلا بمن يستظل بستارة الخداع ويتدثر بلحاف التضليل .


علي مايبدو لقد فطنت السلطة الحاكمة التي جاءت راكبة على جماجم آلاف الشهداء لمهنة الإعلام وخطورتها في صناعة التحولات وقيادة الجماهير، فقررت التضحية بعددآ من المناصب الشكلية ، وبضع ملايين لشراء ولاءات ضعاف النفوس من المنتسبين لهذه المهنة الشريفة، الذين يعتقدون أن الإعلام هي مهنة مكاسب وابتزاز ومراكمة أرصدة وليست رسالة نبيلة وشريفة.


يحزّ في نفسي كثيرآ اليوم وأنا أشاهد الصراع الإعلامي في المواقع والصحف وصفحات التواصل الاجتماعي بين ما كنا نعتقد أنهم نخبة إعلامية في محافظة تعز .. الصراع البعيد كل البعد عن هموم الناس ومعاناتهم وقضاياهم المستقبلية المصيرية، وإن غلف أحيانآ بها، لكنه في الواقع صراع عقيم الهدف منه المتاجرة والمرابحة بآلام وأوجاع الناس على حساب الحقيقة و المصداقية والواقعية.


يؤلمني حينما أسمع صحفيآ أو إعلاميا يقول إن لديه من المال ما يكفيه ومن يعول لخمس أعوام وإن الشعب هو الخسران، وذلك في معرض تحريضه للجماهير ضد فصيل أو مكون معين.


ثم يقول آخر إن الصحفيين والإعلاميين يعيشون في النعيم، وإن الشعب هو المعذب، وذلك في معرض التحريض والكذب وإيهام الناس وحملهم للدفاع عن قناعاته التي سبق وأن استلم ثمنها.


نقول لمثل هؤلاء كلوا لكم بصمت، ولا تظلموا جميع الصحفيين والإعلاميين، فهناك شريحة منهم أكثر فقرآ و معاناة ، ينظرون إلي مهنة الإعلام بأنها مهنة شريفة ونبيلة وذات رسالة، وليست مهنة للتسول والشحت والابتزاز، فإن كنتم ياهؤلاء ممن ابتلاهم الله بالمتاجرة بأوجاع الناس وآلامهم وبالابتزاز والتقلب والتلون فالأفضل أن تستتروا فهذا ابتلاء يستوجب الستر.


الإعلام حتي الامس القريب كان هو الموجه والمرشد والقائد، و اليوم للأسف أصبح هو المعول والأداة التي يهدم بها السياسي المجتمع، ويدّمر المؤسسات، و يشعل الحرائق، ويداري بها الفاسد جرائمه وفضائحه، وذلك بسبب بعض الإعلاميين ، و الناشطين ، والمؤثرين الذين يدعون الطهر والعفاف، بينما هم يتلاعبون بوعي الناس و يستثمرون أوجاعهم، وبمقابل مجزٍ.


لن يستمر هذا الوضع طويلا، فلابد من وضع حدٍّ للفوضى التي اجتاحت الوسط الصحفي والإعلامي، ولابد من وضع ضوابط لتفويت الفرصة على المستبدين والفاسدين ومراكز النفوذ المدمرة من استخدام الإعلام لتحقيق أهدافها المدمرة، فالإعلام رسالة وأداة للتغيير والبناء، وينبغي أن تستمر كذلك لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في التحول والانعتاق من الاستبداد والجهل والفقر والمرض والفساد.

" والله غالب علي امره "

(محرم الحاج )

(محرم الحاج )