أعلنت السلطات الأمنية اليمنية، عن ضبط دفعة جديدة من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الأفريقي، في سواحل محافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد، ضمن موجة متزايدة من تدفقات الهجرة غير النظامية التي تشهدها سواحل اليمن الشرقية والجنوبية.
وقال مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، إن الأجهزة الأمنية في محافظة شبوة تمكنت من ضبط 150 مهاجراً غير شرعي في ساحل كيدة بمديرية رضوم، بعد وصولهم على متن قارب تهريب يُدعى "الصفا"، يقوده طاقم من ثلاثة مهربين يحملون الجنسية الصومالية.
وأوضح المركز أن جميع المهاجرين المضبوطين يحملون الجنسية الإثيوبية، ويبلغ عدد الرجال بينهم 120 رجلًا، مقابل 30 امرأة، مشيرًا إلى أنهم قدموا عبر البحر من منطقة القرن الأفريقي إلى سواحل شبوة.
وأفادت الأجهزة الأمنية أن السلطات المختصة تواجه صعوبات لوجستية كبيرة في التعامل مع هذه الأعداد المتزايدة، بسبب افتقارها للإمكانات اللازمة لحجزهم أو ترحيلهم في الوقت الراهن. وأضاف البيان أن هناك تنسيقًا جارٍ مع الجهات الحكومية والمنظمات المعنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنهم.
وتُعد هذه الدفعة الثانية من المهاجرين غير الشرعيين التي يتم ضبطها خلال يوليو/تموز الجاري، حيث سبق أن أعلنت الأجهزة الأمنية، يوم الأربعاء الماضي، ضبط 400 مهاجر غير شرعي في نفس المنطقة الساحلية، ما يرفع إجمالي من تم ضبطهم في أقل من أسبوع إلى 550 مهاجراً.
وتُظهر الإحصائيات الأمنية أن عمليات التهريب عبر سواحل شبوة أصبحت أكثر انتظامًا خلال الأشهر الأخيرة، حيث كشفت تقارير صادرة عن شرطة المحافظة أنه تم ضبط 1,106 مهاجرين أفارقة في ست عمليات منفصلة فقط خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، وهو رقم يُعد الأعلى منذ بداية العام.
وتواجه السلطات الأمنية في شبوة وغيرها من المحافظات الساحلية تحديات متعددة تتعلق بتأمين الحدود البحرية الشاسعة، وملاحقة شبكات التهريب، وتوفير الرعاية الإنسانية للمهاجرين الذين غالبًا ما يعانون من ظروف صحية ونفسية صعبة نتيجة للرحلة الطويلة والمحفوفة بالمخاطر.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه التدفقات، وسط ضعف التنسيق الإقليمي والدولي، قد يؤدي إلى تفاقم الأعباء الأمنية والإنسانية على السلطات اليمنية، خصوصًا في ظل تراجع الدعم المقدم للبرامج المعنية باللاجئين والمهاجرين في البلاد.
وتُعد اليمن واحدة من الطرق الرئيسة للهجرة غير الشرعية من دول القرن الأفريقي إلى دول الخليج، حيث يستخدم المهاجرون سواحل محافظات مثل شبوة وحضرموت ولحج كنقاط عبور، على الرغم من الصراع والاضطرابات الأمنية المستمرة في البلاد.