معروف أن قصص ما قبل النوم هي من أكثر الأوقات متعة لدى الأطفال، لكن الأمر ليس مجرد متعة فقط بل أظهرت الأبحاث أن قراءة القصص للطفل قبل نومه تعزز كفاءته اللغوية وقدراته على الاستماع، وكذا التأثير بشكل عميق على تطوير مهاراته، كما إن القراءة بصوت عال للصغار تحفز نمو الدماغ وتقوي الروابط بين الوالدين والطفل.
ويُنصح الكثير من الآباء باتباع روتين مسائي مع أطفالهم يشمل الاستحمام، ثم الحليب، فالكتاب، وأخيرًا النوم.
ووفقًا لما نشرته صحيفة هافينغتون بوست، يؤكد الخبراء أن قراءة قصة قبل النوم ليست مجرد وسيلة لتهدئة الطفل، بل هي فعل يحمل فوائد مذهلة تمتد إلى ما هو أبعد من لحظة النوم.
وبحسب "جيسي"، وهي متخصصة في تعليم الأطفال القراءة، ومنشِئة محتوى على "تيك توك"، فإن القراءة اليومية تعزز تطوّر المهارات اللغوية لدى الرضيع وتحفّز خياله، كما تعمّق العلاقة العاطفية بينه وبين والديه.
وتضيف أن تعويد الطفل على سماع أنماط الكلام والمفردات الجديدة من سنّ مبكرة قد يزرع فيه حبّ التعلم مدى الحياة.
ومع تقدّم عمر الطفل وبدئه بالتعبير والتفاعل، تصبح القراءة منطلقًا لخلق حوارات تساعد على تطوير مهاراته الاجتماعية.
ويؤكد خبراء من دار النشر "Penguin Books" تؤكد أنّه لا يوجد وقت مبكر جدًا لبدء القراءة للرضيع، حتى إن لم يكن يفهم الكلمات بعد، إذ يكفيه الاستماع إلى صوت والديه ليتعزّز التواصل بينهما.
وعن أفضل الكتب لقراءتها قبل النوم، تنصح "Penguin" باختيار الكتب التي يرغب الطفل في سماعها، سواء كانت رواية كلاسيكية، أم كتابًا مصورًا تفاعليًا، أم حتى مجلة رياضية، الأهم أن يستمتع الطفل بالقصة ليستمتع الوالدان أيضًا بالتجربة.
وتنصح أيضًا باختيار الكتب الزاهية والمليئة بالمحسوسات إذا كان الطفل في أشهره الأولى، مع التركيز على الكتب ذات الإيقاع والتكرار، مع التحدّث ببطء ليتمكن الطفل من التقاط الأصوات بشكل واضح.
وإذا كان قادرًا على الاختيار، يمكن اصطحابه إلى المكتبة ليختار كتابه بنفسه، فالتجربة المشتركة قد تكشف أنواعًا جديدة من القصص تثير إعجاب الطرفين.