آخر تحديث :الإثنين-29 سبتمبر 2025-01:31ص

حسن هزمته التكنولوجيا

الإثنين - 29 سبتمبر 2025 - الساعة 12:17 ص

مروان نبيل
بقلم: مروان نبيل
- ارشيف الكاتب


الخطأ القاتل لحسن نصر الله.. والمعلومات التي نشرت عبر قناتي العربية وسكاي نيوز هي رسالة إسرائيل إلى الشرق الأوسط


لم يكن إعلان إسرائيل عن الخطأ القاتل الذي ارتكبه حسن نصر الله مجرد دعاية أو استعراض إعلامي. لم يكن الأمر جملة عابرة في سياق حرب نفسية، بل كان مقصودًا أن يُقال بوضوح، وأن يُسمع صداه في كل بيتٍ وزاوية من الشرق الأوسط: من الكبير قبل الصغير، من الحاكم حتى المواطن البسيط.


الرسالة كانت مكشوفة، لكنها صاعقة: نحن نقاتل بالعلم، بالتكنولوجيا، بالقدرات التي تتجاوز كل ما اعتدتم عليه من مفاهيم القوة. نحن لا نطلق التهديدات جزافًا ولا نكتفي بالشعارات، بل نترجمها إلى وقائع على الأرض وصور من الفوق تُظهر كيف تُدار المعركة بعيون إلكترونية وعقول اصطناعية دقيقة، فيما خصومنا ما يزالون يتباهون بخطبٍ طويلة وصيحاتٍ فارغة.


لقد أخطأ حسن نصر الله حين ظن أن المعركة تُحسم بالكاريزما وبالرهان على الزمن. لكنه غفل عن أن التكنولوجيا لا تنتظر، وأن الخصم لا ينام. إسرائيل أرادت أن تقول له، ولمن يلتفون حوله: أنتم تقاتلون بالعاطفة ونحن نقاتل بالعقل، أنتم تراهنون على الماضي ونحن نصنع المستقبل.


وهنا تكمن خطورة المشهد: المعركة لم تعد مجرد صواريخ تُطلق أو طائرات تُسقط. إنها معركة عقول، معركة من يملك القدرة على أن يرى قبل أن تُفتح المعركة، ومن يقرأ حركة العدو قبل أن يُفكر هو في اتخاذ القرار.


ولذلك، فإن إعلان إسرائيل لم يكن مجرد كشف عن خطأ، بل كان بمثابة رسالة ردع، رسالة تحدٍّ، بل رسالة إهانةٍ لكل من ما زال يظن أن الحروب تُخاض بالشجاعة وحدها. الرسالة التي أرادت إسرائيل أن تزرعها في الوعي الجمعي للشرق الأوسط تقول: "تأملوا جيدًا، فهذا هو الفارق بين من يستثمر في العقل وبين من يكتفي بالتهديدات".


فماذا انتم فاعلون ؟