آخر تحديث :الإثنين-29 سبتمبر 2025-01:31ص

ماتـ(ن) له

الإثنين - 29 سبتمبر 2025 - الساعة 12:15 ص

صالح ابوعوذل
بقلم: صالح ابوعوذل
- ارشيف الكاتب


قبل أيام قليلة فقط، عقدت السلطة المحلية في العاصمة عدن اجتماعًا مشتركًا لثلاثة مكاتب تنفيذية هي الإعلام والثقافة والسياحة، وجميعها تقع تحت إدارة الوزير معمر الإرياني، الذي أصبح الأستاذ صلاح العاقل نائبًا له مؤخرًا. العاقل بدأ فعليًا بتحريك عدد من الملفات، وهو جهد يُقدَّر ويستحق التشجيع، رغم أن العراقيل التي تعترض أي محاولة جادة للإصلاح لا تزال كبيرة ومتشعبة.


غير أن ما حدث في اجتماع الخميس الماضي يلخص بصدق مأساة عدن. كان المسؤولون يتطلعون إلى مقترحات عملية لإبراز معالم المدينة الأثرية والتاريخية، والاستفادة من زيارات المؤثرين العرب للترويج لها سياحيًا وثقافيًا. لكن ما واجهوه كان صادمًا؛ مسؤول في مؤسسة إيرادية يفترض أن يكون في قلب العمل التنموي، ظهر بلا رؤية ولا مبادرة، يردّد أمام كل مقترح يُطرح على الطاولة كلمة واحدة لا غير: "ماتـ(ن) له".


هذه العبارة الصغيرة بدت وكأنها لسان حال مدينة بأكملها، مدينة أصابتها لعنة جعلت كل جميل فيها يذوي. عدن التي كانت في يوم من الأيام قبلة للسياح، ومسرحًا للثقافة والفنون، أضحت اليوم مدينة فقيرة، منهوبة الموارد، مغتالة الطموحات، تحكمها عقلية اللامبالاة والفراغ.


إن ما قاله ذلك المسؤول لم يكن مجرد جملة عابرة، بل شهادة وفاة لروح مدينة كانت تزهو بالبهاء. ولعلنا، إن استمر الحال على ما هو عليه، سنجد أنفسنا جميعًا نعلن الحداد على عدن، ونردد معها بمرارة وسخرية موجعة: "ماتـ(ن) له".


#صالح_أبوعوذل