عندما قرأت خبر وضع رئيس مجلس النواب، يحيى الراعي، تحت الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين. الله يفك أسره.
عاد بي الزمن 12 سنة إلى الوراء. المؤلم أن من صوّر الفيديو الذي يظهر اسمه في بدايته هو المصوّر الصحفي محمد اليمني، الذي اغتيل لاحقًا برصاص قنّاص حوثي في تعز، رحمه الله.
القصة أننّا خرجنا في مظاهرات أمام البرلمان، وسمح لنا رئيس المجلس بالدخول وقال لنا اليمن لن يكون فيها لا طعام ولا ماء بسبب القات. في الفيديو كنت أتحدث محاوِلةً إقناع أعضاء المجلس بالتصويت لصالح استراتيجية تدريجية لحل مشكلة القات، عبر خطة مشتركة مع خمس وزارات. *لاحظوا البراءة في كلامي*.
لكن الأعضاء رفضوا، ومع ذلك الراعي – الذي بالمناسبة لا يتعاطى القات – أعطى الاستراتيجية فرصة ثانية بعد مظاهرة أخرى. ورغم ذلك رفض الأعضاء مجددًا، معللين السبب بأن لديهم أراضي قات، وأن القات بالنسبة لهم “ذهب أخضر”. يعني كأنهم قالوا طز في مصلحة البلد.
لاحقًا، جاء الحوار الوطني. هناك استطعت إقناع قيادات الأحزاب بالتصويت لصالح الاستراتيجية، فصوّتوا جميعًا بنعم، وتم بالفعل إدراجها في مسودة دستور 2015 (البند 69 موجود أونلاين).
لكن اليوم، وبعد 12 سنة، كل شيء تلاشى.. حتى الراعي نفسه أصبح مسجونًا، والمصور رحمة الله عليه قُتل، وأنا نجوت بأعجوبة بعد معاناة طويلة.
#اليمن