أعلنت الإمارات العربية المتحدة، أمس، تخصيص مبلغ 15 مليون دولار أمريكي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دعماً للاستجابة الإنسانية في السودان والدول المجاورة، وذلك خلال مؤتمر التعهدات للمفوضية السامية لإطلاق النداء الإنساني العالمي لعام 2026.
ويأتي هذا الدعم في إطار التزام دولة الإمارات المستمر بمساندة المجتمعات المتضررة من النزاعات وحالات عدم الاستقرار.
وأكد المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة في جنيف، سعادة جمال المشرخ، أن الإمارات ماضية في التزامها الإنساني تجاه اللاجئين والنازحين داخليًا حول العالم، مشيرًا إلى تصاعد أعداد النازحين عالميًا بفعل الصراعات، والاضطهاد، والآثار المتسارعة للتغير المناخي.
ولفت المشرخ إلى أن الأزمات الممتدة في مناطق عدة، من بينها جنوب السودان والسودان ومنطقة الساحل وميانمار وأوكرانيا، ما تزال تدفع آلاف العائلات إلى النزوح المتكرر داخل بلدانهم أو عبر الحدود، في ظل ظروف إنسانية قاسية تستدعي تعزيز التضامن الدولي والمشاركة العادلة للأعباء.
كما تناول في كلمته الأوضاع المتدهورة في إقليم البحيرات العظمى والقرن الأفريقي، حيث يتسبب العنف والتغير المناخي في تفاقم أزمات النزوح الداخلي، خاصة بين النساء والأطفال والفئات الأكثر هشاشة، داعيًا إلى تكثيف التدخلات التي تراعي احتياجات الحماية المتزايدة لهذه الفئات.
وأكد المشرخ استمرار الإمارات في تقديم مساعداتها الإنسانية وفق مبادئ ثابتة، عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وبالتعاون الوثيق مع المفوضية وشركائها، لضمان وصول الدعم إلى اللاجئين والنازحين وتعزيز قدرات المجتمعات المضيفة.
وقال: “اللاجئون والنازحون أفراد يتمتعون بالكرامة ولهم الحق في العيش بأمان وأمل.”
وشدد على ضرورة التمويل المستدام والتنبؤي لضمان فاعلية المساعدات الإنسانية، وضرورة توزيع الأعباء بشكل منصف بين الدول المانحة، بما يسهم في وصول الدعم لمستحقيه دون عوائق.
ويهدف التعهد الإماراتي الأخير إلى دعم برامج الحماية والمساعدة العاجلة للمتضررين من أزمة السودان، والمساهمة في تعزيز الاستقرار وبناء القدرة على الصمود على المدى البعيد.
كما يعكس التزام الدولة بالشراكات الدولية والإقليمية، خاصة في القارة الأفريقية، لمساندة الشعب السوداني في مواجهة الظروف الإنسانية الكارثية.
وتواصل الإمارات تصدّرها للجهود الإغاثية الخاصة بالسودان؛ إذ بلغ إجمالي ما قدمته من مساعدات إنسانية وإغاثية منذ اندلاع النزاع في 2023 نحو 784 مليون دولار، لتكون ثاني أكبر مانح بعد الولايات المتحدة.