أثار قرار محافظ تعز ورئيس المجلس المحلي، نبيل شمسان، بتعيين ناطق رسمي باسم المحافظة في منصب مستحدث لا يندرج ضمن الهيكل الإداري الرسمي، موجة جدل واسعة بين الإعلاميين والناشطين المحليين، وسط اتهامات بالتجاوز على الهيكل الوظيفي وإهدار المال العام.
وجاء في القرار تعيين مهيوب الجشي ناطقاً رسمياً باسم المحافظة، إلى جانب عمله مديراً عاماً للموارد المالية، على أن يبدأ العمل بالمنصب من تاريخ صدور القرار، على أن تنفذ الجهات المعنية كل فيما يخصه. ويعتبر هذا المنصب إضافة غير موجودة في الإطار الوظيفي المعتمد، حيث تعد مهام الناطق الرسمي من اختصاص مكتب الإعلام بالمحافظة وفق الهيكل الإداري المعتمد.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر محلية خاصة مساء الجمعة عن صدور قرار آخر غير معلن بتعيين محمد عبدالرحمن المسني مديراً عاماً لمكتب الإعلام بالمحافظة خلفاً للمدير السابق أمين الخرساني.
ورداً على القرار واتهامه بالتقصير، شن الخُرساني هجوماً لاذعاً على المحافظ، مؤكداً أن “واقع الإعلام في تعز يدار مباشرة من مكتب المحافظ”، وأن الأخير يعتمد على أربعة مستشارين إعلاميين، بينهم من يصفه الإعلاميون بـ ‘كاتب الوحي’، بينما يُهمش دور مكتب الإعلام الرسمي.
وأضاف الخرساني، عبر منشور على صفحته في "فيسبوك"، أن ميزانية مكتب الإعلام لم تتجاوز مليوني ريال سنوياً، بينما بلغت نفقات المحافظ على الإعلام نحو 62.5 مليون ريال سنوياً، تشمل امتيازات مالية ومخصصات بترولية تصل أحياناً إلى مليوني ريال شهرياً، مشيراً إلى أن المحافظ أسس إدارة إعلامية خاصة في ديوان المحافظة متجاوزاً مشاريع تطوير الإعلام التي قدمها مكتبه، بما فيها إنشاء موقع إلكتروني رسمي ومركز إعلامي للمؤتمرات الصحفية.
واتهم الخرساني المحافظ بأنه “مولع بالإدارة البوليسية” ويحاول ربط الإعلاميين بالأمن السياسي، واصفاً إياه بأنه “شريك لأنصار علي محسن صالح في إدارة المحافظة”، مؤكداً أن مكتب الإعلام كان يسعى لتطوير استراتيجية إعلامية وطنية لكن القرار الحالي يحوّل الإعلام إلى أداة لمهاجمة النشطاء السياسيين.
من جهتهم، اعتبر ناشطون وصحفيون محليون أن حالة التخمة في المناصب الإعلامية داخل سلطة تعز المحلية أدت إلى غياب الخطاب الإعلامي المسؤول وتركيزه على المصالح الحزبية والمالية، داعين إلى مراجعة شاملة للمسار الإعلامي في المحافظة وتوجيهه نحو القضايا الوطنية الكبرى.
وختم الناشطون بأن الإعلام ليس امتيازات مالية ولا أداة ابتزاز، بل مسؤولية وطنية ومهنة شريفة، مؤكّدين أن الصحفيين الأحرار سيواصلون فضح المستور وكشف الحقائق مهما حاول البعض تحويل الإعلام إلى وسيلة للتكسب غير المشروع.