آخر تحديث :الجمعة-05 ديسمبر 2025-11:22م

ثلاثية الشرّ في اليمن… مسوخ بشرية وفكرية ونباتية!

الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - الساعة 09:55 م

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


بين اللحظة والأخرى تطل علينا الموجّهات الإعلامية متعددة الأطراف والأغراض؛ وذلك لتحريض أحفاد سبأ وحِمْيّر ضد أحفاد سبأ وحِمْيّر، وبث المعلومات المُضللة وتشتيت الوعي وبعثرة الجهود وتمييع القضايا وحرف البوصلة عن مكّمن الخلال في اليمن، والمتمثلة بثلاثية الشرّ: البشرية والفكرية والنباتية (مسوخ دخلاء الكهنوتية السلالية وأدواتها التاريخية القذرة، والفكر الزيدي البغيض، وشجرة القات الخبيثة)!.


كما تُحاول بعض الأطراف المُؤدلجة الدفاع بأبناء مأرب الشجعان الكرماء وتحريضهم ضد إخوانهم من أبناء المناطق الجنوبية، رغم أن أحفاد سبأ وحِمْيّر في الجنوب هم الأكثر مصداقية والسند والمدد الحقيقي لأبناء مأرب ولغيرها، وهم أهل الحلول الكاملة الغير مُجتزأة (بإيجابياتها وسلبياتها). وكذلك، تفاخر بعض المُضللين المُخدوعين بأن آلية عسكرية "دبابة" كان يقودها أحد أبناء مذحج دهست "مدرعة" كان عليها من أبناء مذحج وحِمْيّر، وتلك خسارة فادحة للجميع، وكلتا الآليات العسكرية بمن عليهما من موارد بشرية سبئية كان عليها التوجه نحو المناطق الواقعة تحت احتلال الكهنوتية السلالية وأدواتها التاريخية القذرة!.


ومن يستثير العواطف ويذرف دموع التماسيح ويتباكى على انتزاع "العَلَم" الجمهوري، فقد أُهين وأنزل العَلَم في العاصمة السياسية للجمهورية اليمنية، بل وتم اعتقال كل من رفعه احتفاءً وابتهاجاً بعيد الثورة المجيدة، وذلك من قبل قِوى الاحتلال السلالية الزيدية وأدواتها التاريخية القذرة!.


ومنطقيًا، أن يدخل اليافعي والضالعي والأبيني من أبناء اليمن في المناطق الجنوبية إلى محافظة حضرموت فهم في أرضهم وبين أهلهم، وأن يتواجد أبناء المناطق الشمالية من غير الموبوئين بداء الزيدية البغيضة في المناطق الجنوبية فهم في أرضهم وبين أهلهم، ومساحة التعايش والتقّبل بين أولئك جميعًا واسعة للغاية؛ والخطر الحقيقي متمثل بتواجد دخلاء الكهنوتية السلالية والموبوئين بداء الموروث الزيدي البغيض سواءً كان ذلك في شمال أو جنوب أو شرق أو غرب الأراضي اليمنية!.


وإن حدثت هناك بعض التجاوزات المحدودة نتيجة الأوجاع والآلام المتراكمة فإنه لا يمكن تعميمها وتضخيمها، وقد حدثت أحداث فادحة يشيب لها الرأس في مناطق سيطرة دخلاء الزيدية؛ علمًا أن كثير من أبناء اليمن في المناطق الشمالية ضاقوا ذرعًا من الكهنوتية السلالية وأدواتها التاريخية (الزيود)، بل أن جزء واسع من أبناء المناطق الشمالية الغير محسوبين على إطار الموروث الزيدي وصلوا إلى قناعة تامة بعدم إمكانية التعايش مع تلك المسوخ البشرية، فما بالكم بأبناء اليمن في المناطق الجنوبية!. علاوة على ذلك، أي قلم يحاول تشويه أحفاد سبأ وحِمْيّر في المناطق الجنوبية أو تخوينهم أو انتقاصهم أو مهاجمتهم أو القول بأنهم لا يصلحوا للحكم ولا لإدارة السلطة أو التحريض ضدهم، فتلك الأقلام المأجورة والأنفس المأزومة نابعة من عمق الإصابة بداء الزيدية البغيضة؛ وكل من يحمل داء الموروث الزيدي يُعدّ خنجرًا مسموم في خاصرة اليمن بأكمله!.


ومن يتحدث بأن الأراضي اليمنية في المناطق الجنوبية واقعة تحت الاحتلال ويحرض ضد اليمنيين من أبناء الجنوب؛ فأولئك هم الموبوئين بداء الزيدية البغيضة ممن يروا بأن التحالفات السليمة لا تكون إلا مع مراكز النفوذ الزيدية، وإذا كانت تلك التحالفات مع غير مراكز النفوذ الزيدية ولا تصب في مصالحها، فذلك نوعًا من الاحتلال؛ علمًا أن أولئك الموبوئين أنفسهم يروا بأن تحالف نفس الدول مع بقايا مراكز النفوذ الزيدية في الساحل هو في طريقة السليم ومصلحة وطنية وحماية للأمن القومي العربي ونوعًا من الشراكة والتعاون للتنمية والتطوير!. وأيضًا، من هيّج عواطف المجتمع سابقًا عن جزيرة سقطرى وأشجارها، فقد ظلت تلك الجزيرة مهملة لعقود متعددة تحت مراكز النفوذ العكفوي الزيدي بمختلف تياراتها السياسية دون أن تلقى أي أهتمام أو تطوير، وحوّلتها تلك القِوى إلى مسلخ وخطوط إنتاج لجلب لحوم "التيوس والأَطْلاَءٌ"، ومطبخ لإعداد "المرّق" الذي يرفع منسوب كّيف الشجرة الخبيثة!.


إضافة لكل ما سبق، من يستثير عواطف أبناء اليمن بين الفينة والأخرى عبر استخدام ورقة أن نجران وجيزان وعسير أراضي مُحتلة، فإن المُتنقل في أراضيها والناظر في مُدنها وبواديها عن كثب، سيجد أن فيها عرب أقحاح من قبائل بنو الحارث بن كعب المذحجية العريقة وقبائل كندية وهمدانية وأزدية، وجميع أولئك لم يستطيعوا التعايش مع دخلاء السلالية وحاملي الفكر الزيدي (الزيود)، وسوف يجدهم على مستوى عالي من التعليم وعلى معرفة وإدراك بتاريخ سبأ وحِمْيّر اكثر من العكفة اليمنيين الجاهلين بتاريخهم وحضاراتهم، وسيلحظ عن قرب مدى التطور الكبير في البنى التحتية للمدن، ولو ظل أولئك مع الزيدية وأئمتها البغضاء لوجدتهم اليوم على مستوى مُخيف من الجهالة والضلالة والفقر والعوز والتشرد في كل بقاع الأرض!.


واقعيًا، الأراضي المُحتلة هي صنعاء وأجزاء واسعة من محيطها في محافظات شمال الشمال (وبعض البؤر في المناطق الجنوبية والشرقية والوسطى)، بواسطة قِوى من بقايا دخلاء الكهنوتية السلالية (الباذانيين والرّسّيين الطباطبائيين، والطبريين، والشعوبيين)، والمسرطنة بخلايا الفكر الزيدي البغيض وتوابعه (كل من يُقدّس كهنة الآل)؛ علمًا أن تلك المسوخ البشرية من قِوى الاحتلال والغزو عبر مفاهيم "الولاية والحق الإلهي والوراثة الروحية"، صفاتهم ليست سبئية، وخصالهم ليست حِمْيّرية، وسلوكياتهم ليست عربية، وسحنتهم فارسية، ومنهجيتهم باذانيه، وانتماءاتهم طَبَرِسْتانية، وهويتهم طباطبائية، وتلك الأراضي اليمنية المُحتلة بحاجة ماسة إلى التحرير والتنظيف والتطهير والتعقيم!.


قبل الختام، يجب أن يدرك الجميع بأن دول الجوار ليست جمعيات خيرية ولا مؤسسات غير ربحية ولا منظمات تطوعية، وأنه في الإطار السياسي والمنظور الاقتصادي والأمني تبحث تلك الدول عن حماية أمنها القومي وتوسيع نفوذها السياسي وزيادة مصادرها الاقتصادية بما يصب في مصالحها، وسوف يستخدموا أي أداة أو وسيلة متاحة لتحقيق ذلك؛ والإشكالية تكّمن بالدرجة الأولى بالمرتزقة والباعة المتجّولين ومائعي الهوية ومجهولي الانتماء من اليمنيين الذين في أعلى هرم السلطة من قيادات الأحزاب اللاسياسية وفي قيادات المؤسسة اللاعسكرية!.


ختامًا، ركزوا جهودكم وكثفوا طاقاتكم ووحدوا توجهاتكم ووجهوا بوصلتكم على الخّلاص من ثلاثية الشر (دخلاء الكهنوتية السلالية، والفكر الزيدي البغيض، والشجرة الخبيثة)، فكل ما ترونه من بؤس وعناء ومهانة ومعاناة وفقر وجوع وشتات وتشرذم وتشرد، ما هي إلا تأثيرات جانبية وأعراض مرضية لثلاثية الشر تلك!. (وهنا يأتي دور القومية اليمنية)