ما يحدث اليوم داخل جامعة صنعاء ليس مفاجئاً ولا طارئاً؛ إنه الحصاد الطبيعي لمشروعٍ أعلن عن نفسه مبكراً..
في أكتوبر 2017 خرج وزير شباب الحوثيين حسن زيد بتصريحه الشهير الذي دعى فيه إلى إغلاق المدارس والجامعات وإرسال الطلاب إلى الجبهات.
اليوم وخلال ثمان سنوات، تحوّل ذلك التصريح إلى سياسة ممنهجة:
عسكرة المدارس، اقتحام الجامعات، فرض دورات قسرية، وتجنيد مباشر تحت لافتة «التعبئة».
تقرير الخبراء التابع للأمم المتحدة — في نسخته المحدثة المقدمة لمجلس الأمن في أكتوبر 2025 — أكد بالأرقام الكارثية أن الميليشيا جندت:
56 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاماً خلال عامين فقط (أكتوبر 2023 – سبتمبر 2025).
هذا عدا عمليات التجنيد المتناثرة من طلاب الجامعات ومن هم خارج التعليم تماماً.
الحوثي يدرك أن التعليم هو الرافعة التي تبني وعي المجتمع، ولذلك بدأ منذ اليوم الأول بالهدم:
تعديل المناهج لتقديس السلالة وشرعنة الموت دفاعاً عن «الولاية».
شيطنة المثقفين وتحويلهم إلى هدف أمني وإعلامي.
إفراغ الجامعات من مضمونها وإحلال المشرفين وأجهزة التعبئة مكان الأكاديميين.
فرض التجنيد الإجباري داخل الجامعات اليوم ليس مجرد انتهاك…
بل إعلان رسمي عن توسيع رقعة الحرب:
فالهجمات على تعز، والتحشيد نحو مارب، وضخّ طلاب الجامعات إلى الجبهات، كلها إشارات إلى أن الميليشيا تتجه لمرحلة تصعيد جديدة، وتريد تحويل شباب اليمن إلى وقود دائم لحربها.
هكذا تتحول مؤسسات التعليم — من الابتدائية إلى الجامعة — إلى ثكنات، ويُدفع اليمن إلى هاوية أعمق، بينما يُقتلع مستقبل جيل بأكمله.