لطالما ارتبطت المكسرات في الأذهان بأنها عدو الحمية الغذائية بسبب ما تحويه من دهون وسعرات حرارية مرتفعة، غير أن أبحاثًا حديثة أعادت النظر في هذه الصورة، لتؤكد أن حفنة صغيرة من اللوز أو الجوز ليست مجرد وجبة خفيفة، بل كنز غذائي يمد الجسم بفوائد لا حصر لها تبدأ من دعم صحة القلب وتحسين الذاكرة وتعزيز الخصوبة، ولا تنتهي عند المساعدة على فقدان الوزن.
• لماذا لا تزيد المكسرات الوزن؟
رغم أن 30 غراماً من اللوز قد تحتوي على أكثر من 150 سعرة حرارية، فإن الجسم لا يمتصها كاملة، إذ تطرح نسبة منها مع الفضلات، وهو ما يفسر عدم تسبب المكسرات في زيادة الوزن على غرار الأطعمة الدهنية الأخرى.
ويكمن السر أيضاً في تركيبتها الغنية بالبروتين والألياف والدهون غير المشبعة التي تمنح شعوراً أطول بالشبع وتساعد على استقرار مستوى السكر في الدم وتحد من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة.
بل إن دراسات حديثة أوضحت أن إدخال المكسرات ضمن نظام غذائي منخفض السعرات قد يسهم في تسريع فقدان الوزن إذا تم تناولها بكميات معتدلة لا تتجاوز حفنة يومياً.
• فوائد تتجاوز الرشاقة
إلى جانب دورها في التحكم بالوزن، أثبتت الأبحاث أن المكسرات تسهم في تحسين وظائف الدماغ والذاكرة بفضل غناها بأحماض أوميغا 3 والبوليفينولات، كما أن فيتامين E الموجود في اللوز يعمل كمضاد أكسدة يحمي الخلايا من التلف ويؤخر مظاهر الشيخوخة، فيما تساعد مركبات البوليفينول في خفض الالتهابات المرتبطة بأمراض القلب والسكري.
كما ترتبط المكسرات بتحسين الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية وتقليل اضطرابات الحمل، فضلاً عن تأثيرها الإيجابي على المزاج ومحاربة الاكتئاب.
• زبدة المكسرات
ومع انتشار زبدة المكسرات كخيار غذائي عصري، يشدد خبراء التغذية على ضرورة اختيار الأنواع الطبيعية الخالية من الزيوت المهدرجة والسكريات المضافة والاكتفاء بالقليل منها لاحتوائها على سعرات عالية، إذ تبقى ملعقة كبيرة منها غنية بالطاقة.
• طرق صحية لتناولها
يمكن الاستمتاع بالمكسرات بطرق متنوعة سواء كوجبة خفيفة أو بإضافتها إلى السلطات والفواكه واللبن، فيما يساعد نقعها طوال الليل قبل تناولها على تحسين الهضم وزيادة امتصاص العناصر الغذائية.
ويؤكد الخبراء أن المكسرات ليست فقط مجرد مصدر للسعرات، بل غذاء ذكي يجمع بين الطعم اللذيذ والفوائد الصحية، مشيرين إلى أن الحمية السليمة لا تعني الحرمان بقدر ما تعني حسن الاختيار.