أكد تقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي (WFP) أن قيمة العملة المحلية في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً شهدت قفزة غير مسبوقة خلال أغسطس 2025، محققة ارتفاعًا بنحو 80%، في أكبر تحسن شهري يسجله الريال منذ سنوات.
وذكر التقرير أن الريال اليمني ارتفع بنسبة 78% على أساس شهري و 18% على أساس سنوي، مدفوعًا بحزمة من الإجراءات الحازمة التي اتخذها البنك المركزي في العاصمة عدن، شملت ضبط شركات الصرافة المخالفة، حظر التعامل بالعملات الأجنبية في المشتريات المحلية، تشديد الرقابة على عمليات الاستيراد والأسعار ومعاملات الدولار، وفرض سقوف سعرية للتعاملات بالريال السعودي.
وأوضح البرنامج أن هذا الانتعاش انعكس مباشرة على الأسواق، حيث سجلت أسعار المواد الغذائية الأساسية انخفاضًا قياسيًا تراوح بين 32% و38% مقارنة بيوليو الماضي، وهو أكبر تراجع شهري على الإطلاق، بينما تراجعت بنسبة 12% سنويًا.
كما شهدت أسعار الوقود هبوطًا ملحوظًا بلغ 24% للبنزين و 28% للديزل على أساس شهري، وبنسبة 3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما أدى إلى انخفاض تكاليف النقل وتراجع أسعار العديد من السلع الأساسية.
ورغم هذا التحسن اللافت، حذر برنامج الغذاء العالمي من أن استدامة قوة الريال تتطلب استئناف صادرات النفط والغاز أو ضمان تدفق كبير ومستمر للعملة الأجنبية، لتفادي أي انتكاسة مستقبلية.
ويعيش الريال اليمني أقوى لحظات انتعاشه منذ سنوات طويلة، لكن استمراره مرهون بقدرة الحكومة على تأمين موارد صلبة من النقد الأجنبي، وإلا فإن الأسواق قد تشهد ارتدادًا يعصف بما تحقق من مكاسب.