أكد وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد شبيبة أن ثوة 26 سبتمبر 1962 لم تكن مجرد حدث سياسي أنهى حكمًا إماميًا، بل محطة فارقة انتصرت لقيمة الإنسان اليمني وهويته وفتحت الباب أمام بناء دولة حديثة قائمة على المواطنة المتساوية. وشدد الوزير على أن أحلام ميليشيا الحوثي في إعادة إنتاج الإمامة بصيغ معاصرة ستتحطم أمام صلابة الشعب اليمني وتجذّر قيم سبتمبر في الوعي الوطني.
أوضح الوزير شبيبة، في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن حكم الإمامة الذي استمر عقودًا كان منظومة إقصائية تُحيل الانتماء المذهبي إلى معيار للتمييز في الحقوق والفرص، وتقصي شرائح واسعة من اليمنيين عن التعليم والإدارة والمشاركة في الحكم. وأضاف أن ثورة 26 سبتمبر جاءت لتصحح هذا المسار، معترفةً بحق الإنسان اليمني في الكرامة والوجود، ومؤسِّسة لمبدأ المساواة وبناء دولة جمهورية عادلة.
واتهم الوزير ميليشيا الحوثي بأنها تسعى إلى إعادة إنتاج الإمامة "بأثواب معاصرة" وفق النموذج الإيراني، من خلال فرض خطاب طائفي يختزل الدين في جماعة، ويحوّل مؤسسات التعليم والإعلام والمنابر إلى أدوات تعبئة أيديولوجية. وقال إن الجماعة "تسلب الفضاء الديني من تعدديته، وتفرض تأويلًا واحدًا يحتكر الحقيقة ويخوّن المخالف ويكفره ويستبيح دمه وماله"، مؤكدًا أن هذه الممارسات موثقة لدى منظمات دولية باعتبارها خروقات جسيمة لحقوق الإنسان والحريات الدينية.
أشار شبيبة إلى أن ممارسات الحوثيين ضد المخالفين شملت الحصار والقتل والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، إلى جانب تجنيد الأطفال وتقييد الحريات. واعتبر أن هذه السياسات لا تمت للإسلام بصلة، بل تقود إلى التعصب والتطرف وتهدد السلم الأهلي وتقوّض الاقتصاد الوطني بهجرة الكفاءات وانكماش الثقة.
وأكد وزير الأوقاف أن وزارته تخوض مواجهة فكرية وثقافية ضد مشروع الحوثيين السلالي، معتمدةً على خطاب ديني رشيد يجدد معاني الأخوة الإسلامية ويرفض التطرف والعنف والطائفية. وأشار إلى أن الوزارة أبرمت اتفاقية تعاون مع الأزهر الشريف لتأهيل المرشدين الدينيين وتوحيد الخطاب الدعوي على قيم الاعتدال والوسطية.