آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-11:50م

لعبوا بعقولنا وشحنونا بالشعارات واحنا صدقنا!

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 11:39 م

مطيع الاصهب
بقلم: مطيع الاصهب
- ارشيف الكاتب


يا ناس، قد آن الأوان أن تفتحوا عيونكم صح، وتشوفوا الحقيقة بدون دهان ولا تلميع.


الوطن هذا ما ضيعته قوة خارجية كما ضيعوه أصحاب الشعارات، الذين يصرخون في النهار ويقاسمون الخراب في الليل.


من أول يوم، استغلوا الدين.

رفعوا المصاحف، رددوا الآيات، ولبسوا عباءة الغيرة على الدين، وهم أكثر الناس داسوا على قيمه.

قالوا: "نقاتل من أجل الحق"، وطلع الحق عندهم مجرد طريق للسلطة والجباية والنفوذ، لا أكثر ولا أقل.


شوفوا كيف خدعونا:

هذا يقطع الطريق ويقول: نمنع الظلم ونحارب الجبايات!


وذا يبرر للظالم: الظروف… الحرب… الوضع!


وذا يمارس أسوأ الظلم وهو يصرخ: هذا شرع الله وهذا أمر الدين.


وذا يشتهي السلطة ويقول: "ما نشتي سلطة!" واليوم يركض لها ركض الجائع خلف اللقمة.


المشكلة ليست فيهم، المشكلة أننا صدقنا.

صدقنا كل كذبة، وكل شعار، وكل خطاب، وكل دمعة تمثيل على الشاشة.

صدقنا ناسًا كانوا يجمعون الملايين، ويقطعون الطرقات، وينهبون الفقراء، ويستغلون كل حدث وكل مشكلة وكل صراع ليطوعوا عواطف الشباب عند الحاجة.


يا ناس،

الذين ظلموا المظلومين هم نفسهم الذين خرجوا يتباكون على الظلم.

الذين قطعوا الأرزاق هم الذين يصرخون: نحن مع الشعب.

الذين أغرقوا البلاد بالجبايات والنصب هم الذين يقولون: نوقف الفساد.


شفتوا التناقض؟.. شفتوا اللعبة؟

شفتوا كيف كل طرف يأخذ الحدث ويقلبه لصالحه… وكيف العاطفة هي البوابة التي يدخلون منها لعقول الناس؟


يا ناس، إذا لم نكن واعين… إذا لم نقف وقفة رجل واحد وقال كل مواطن:

قد عرفناكم… قد كشفنا لعبتكم… قد فهمنا كيف تعملون!

فالله يرحم هذا الوطن.


ما بترجع الدولة، وما يرجع الأمن، وما يرجع الخير إلا يوم يقول الشعب:

لن نصدقكم بعد اليوم، ولن نترككم تلعبوا بالدين، ولا بالوطن، ولا بالعاطفة، ولا بجهل الناس.


هذا الكلام للتوعية، لينفض الناس الغبار عن عقولهم، ويفهموا أن الوطن ليس ملعبًا للفصائل، ولا الدين حق كل من هب ودب، ولا العاطفة سلعة تكون بيد الطامعين.


مشكلة الشعب اليمني أنه يصدق، ولا يزال يصدق، لأن اليمنيين طيبون، ويحبون الدين والوطن ويحترمون القيم، وهؤلاء الخبثاء يعرفون من أي باب يدخلون!

ظلموا ناسًا مظلومين وغطوا على مجرمين!

ناس مظلومين صرخوا، وقالوا: والله ما فعلنا شيء، فمَن يسمعهم؟

مَن يسمع صوت الحق وسط هذا الضجيج الحزبي والمليشياوي؟

كلهم يغطون على بعض.

هذا يبرر للثاني، والثاني يبرر للثالث، وآخر شيء يخرجون ببيان: "نحن نعمل من أجل الوطن".


والله لو الوطن يتكلم، يقول: لو سمحتم، بطلوا تشتغلوا من أجلي، ريحوني!


وأنتم يا ناس؟

تسمعون الخطابات، وتتفاعلون، وتكتبون تعليقات، وتصفقون، وهم يضحكون عليكم في الكواليس!


هم خبراء في صيد العواطف، ويعرفون أن الشعب اليمني شعب عاطفي، يحب الحق، يحب الدين، يحب الشرف،

فيلعبون على هذا الوتر، ويغنون لكم نفس الأنشودة، وأنتم تطربون لها كل مرة!


الوعي… الوعي يا شعب!


الوطن ما يضيع إلا إذا نام الشعب. والوطن ما يُسرق إلا إذا صدق الشعب كل خطيب، وكل قائد، وكل صاحب شعار.


لو الشعب وعى، والله ما يقدر عليهم لا حزب، ولا مليشيا، ولا قائد، ولا أي واحد!


الوعي ليس خروجًا بالسلاح،

الوعي أن تسأل قبل أن تصدق،

أن تفهم قبل أن تهتف،

أن ترى الفعل لا الخطاب،

أن تقول لأي من يلعب بالدين:

وقف، الدين ليس حقك لتتاجر به!


الوعي أن تقول لهم:

كفى… انتهت اللعبة… افتحوا الطريق، ارفعوا أيديكم، كفاكم ابتزازًا، كفاكم جبايات، كفاكم مسرحيات!