وقد ساد التبرير طبعًا في تعز، وانتظم وتطور مرسخًا مظاهر خطيرة.
في جـ.ـريـ.مـ.ـة تقطع لمنظمة بمديرية الوازعية، هناك من ذهب يبرر ويقرأ دوافع جـ.ـريـ.مـ.ـة أثرها على البسطاء فحسب، وهناك من ذهب يسطح الـ.جـ.ـريـ.مـ.ـة بشعارات تكشف عن قلة العقل لا الحذاقة، والمرض لا تصفية الحساب، والدفاع عن الفوضى و الـ.جـ.ـريـ.مـ.ـة المنظمة.
خسرت وعانت تعز بسبب اغـ.ـتـ.ـيـ.ـال الموظفين الأمميين حنا لحود، مؤيد حميدي.
شاهدت الرعب بوضوح في أعين موظف أممي عقب اغـ.ـتـ.ـيـ.ـال الأول لحظة نقله من تعز إلى عدن.
عاشه بكل ما تحمله الكلمة من معنى، متوقعًا أن يلاقي مصير زميله في أي لحظة.
وكم هو مخجل ومؤسف أن يغادر موظف جاء إلى بلادنا لخدمة الناس بهذه المشاعر والنظرة!
والـ.جـ.ـر.يـ.مـ.ـة وقعت بين نقطتين عسكريتين في الضباب ولا يفصلهما عن المكان أكثر من مئتي متر تقريبًا.
غادرت بعدها المنظمات بمبرر، ودون مبرر. وقالت، إن المدينة غير آمنة، والفوضى منتشرة، ولا مناخ يساعدها على التواجد.
ولم تتحرك السلطة حينذاك تعيد الثقة على الأقل للحفاظ على مصالح عشرات الآلاف من الأسر التي كانت تعتمد على مساعدة المنظمات.
وكم تحدثت عن ملاحقة الجناة! لا يمكن حصرها، كما لم يعرف أحد إلى اليوم من هم الجناة. في الأشهر الأخيرة قالت سلطة المدينة، إن الجناة يتبعون أمجد خالد؟ من هم، وهل تم ضبطهم؟ لم تقل، ولا نشرت الأسماء.
سُطحت القضية حنيذاك، وذهب البعض يحمل المسؤولية عدو مجهول قال إنهم أعداء المدينة.
يعاد الآن التسطيح والمجهالة مجددًا في تعز. المستهدف منظمة وحين يتحرك الأمن يلاحق الجناة ينزقون بدوافع مختلفة ويرونها حذاقة.
هذا الصنف بالذات من الحذاقة منتشر بكثافة في تعز.
وضمنيًا، هناك من يقول إنه من حق أي مواطن التقطع لأي منظمة والاعتداء عليها. هو تصرف يمكن أن يمتد إلى كل المناطق بما أنه شاهد التأييد والتبرير والمجهالة السائدة.
ثمة مظاهر لا تخدم أحد، ولا يجب أن تستثمر، لكن في تعز كل حاجة مباحة للاستثمار. حتى ورقة الجرحى لم تنجُ، القضية النبيلة التي كان يجب أن تقدر وتنصف لا أن يتم المتاجرة بها. ذات المرة استقدم مدير مكتب تنفيذي الجرحى للتظاهر ومنع عملية الاستلام والتسليم بعد إقالته.
وقد استدعيت مجددًا للاستثمار لمنع توريد إيرادات المدينة إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن.
مشاكلنا كثيرة في تعز. هناك من أوجد لنا هذه الظواهر حين فشل في إنجاز مهامه، وإلى اللحظة معجبُ بها.
لم يكترث بمصلحة المواطن ولا العلاقة معه وقد امتلك القوة وبسط السيطرة والنفوذ.