آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-11:50م

مناصرة المجرمين وقطاع الطرق .. جريمة تهدد الأمن وتشجع الفوضى

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 11:41 م

مطيع سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


شهدت مديرية الوازعية، يوم الثلاثاء الماضي، واحدة من أخطر جرائم الحرابة التي هزت الرأي العام المحلي، بعد أن أقدم المدعو أحمد سالم حيدر وعصابته المسلحة على الاعتداء على فريق ميداني تابع لوكالة "إدرا" في منطقة الحضارة بالمديرية. وقد تعرّض الفريق لعملية تقطع ونهب شملت أجهزة حاسوب وكشوفات مستحقين ومبالغ مالية كانت مخصّصة لأعمال إنسانية.


هذه الجريمة ليست حادثة معزولة، بل حلقة جديدة ضمن سلسلة اعتداءات قام بها حيدر وعصابته منذ مطلع عام 2021م في الساحل الغربي. وتشمل تلك الاعتداءات جرائم اختطاف مواطنين، والشروع في القتل، والاعتداء على نقاط عسكرية وإصابة جنود، ومحاولات نهب أطقم وشاحنات عسكرية، والسطو على مساعدات إنسانية ونهب سلال غذائية مقدمة من خلية الأعمال الإنسانية لأبناء الوازعية.


كما شملت أعمال العصابة إعاقة تنفيذ مشروع طريق موزع، واختطاف المهندس المشرف عليه، والاعتداء على ممتلكات وأراضي مواطنين، وشن أعمال عدائية على مواقع ونقاط تفتيش عسكرية، في محاولة للضغط على الأجهزة الأمنية للإفراج عن شقيق حيدر، المدان ضمن خلية للتخابر لصالح مليشيا الحوثي في مايو 2024م.


وبناءً على خطورة تلك الجرائم، صدرت أوامر قبض بحق حيدر وعصابته، ليباشر قطاع أمن الساحل الغربي حملة أمنية واسعة انتهت بالقبض عليهم بعد تطويق محكم لمواقع تواجدهم. وقد لقي هذا الإنجاز الأمني إشادة واسعة من أبناء مديرية الوازعية ومحافظة تعز عموماً، لما يمثله من خطوة ضرورية لحماية الأهالي وتأمين الطرقات وردع العصابات الخارجة عن القانون.


غير أن ما أثار استغراب كثيرين هو قيام بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، إضافة إلى إعلاميين محسوبين على مكونات سياسية معينة، بتبني خطاب يبرر أعمال تلك العصابة، ويقدمها على أنها مواقف بطولية، ويوجه انتقادات للحملة الأمنية باعتبارها استفزازاً لأبناء الوازعية. خطاب كهذا لا يخدم إلا الفوضى، ويحوّل الجناة إلى ضحايا، ويشجع على التمرد على القانون، ويصب مباشرة في خدمة مشروع الحوثي الذي يستفيد من إضعاف مؤسسات الأمن وإرباك المناطق المحررة.


إن مناصرة المجرمين وقطاع الطرق ليست رأياً سياسياً، بل جريمة أخلاقية ومجتمعية تهدد أمن المواطنين وتضعف سلطة الدولة، وتفتح الأبواب أمام الفوضى. وما لم يدرك البعض خطورة تبرير هذه الأعمال أو التغطية عليها والتضامن مع مرتكبيها، فإنهم يسهمون، شاءوا أم أبوا، في تقويض الأمن والاستقرار وخدمة المليشيات الحوثية وتغذية المشاريع الهدامة التي تتربص بالوطن وأهله.