بينما كان عدد من المواطنين يبحثون عن الذهب في صحراء الجوف، فوجئوا بما لم يكن في الحسبان: هيكل مومياء بشرية محنطة تعود لعصور غابرة، مدفونًا وسط الكثبان الرملية في منطقة "الواغرة"، في مشهد استثنائي كشف جزءًا من تاريخ اليمن المدفون تحت الصمت والإهمال.
شهود عيان أكدوا أن ملامح المومياء لا تزال واضحة بشكل مذهل رغم مرور مئات السنين، في دلالة على تقنيات تحنيط متطورة كانت مستخدمة في حضارات يمنية قديمة ما زال الكثير منها مجهولًا ومطموسًا تحت طبقات الزمن والتجاهل الرسمي.
الواقعة أثارت صدمة واسعة في أوساط الأهالي والمهتمين بالآثار، ودفعت أصواتًا محلية للمطالبة بتحقيق عاجل حول حجم الانتهاكات التي تتعرض لها المواقع الأثرية في الجوف، والتي تحوّلت إلى ساحة فوضى للتنقيب العشوائي في ظل غياب شبه تام للدولة والرقابة.
مختصون في علم الآثار حذروا من أن "الواغرة" ومناطق محيطة بها تحتوي على كنوز أثرية لا تقدر بثمن، لكن النهب المتواصل والتنقيب غير المنظم يهددها بالزوال الكامل. وقال أحد الباحثين اليمنيين إن "هذا الاكتشاف العشوائي دليل على أن تحت أقدامنا تاريخًا لم يُكتشف بعد، ويكاد يُباد دون أن نعرفه."
وطالب ناشطون بسرعة تدخل الجهات المختصة لإيقاف العبث بالموروث التاريخي، وتوفير الحماية القانونية والفعلية للمواقع الأثرية، قبل أن تتحول حضارات اليمن القديمة إلى مجرد أساطير من دون أثر.