نخبة لا ترى في اليمن قضية وطن دمرته جماعة تحمل فكر عنصري سلالي مدعومة من إيران
لا تُعادي وتتحالف تحت سقف هذه القضية
الحوثي وخلفه إيران بالنسبة لـ90% من هذه النخبة ليس عدواً كإسرائيل مثلاً ، بل ليس إرهابياً حتى كالقاعدة
الحوثي في أفضل الحالات عند النخبة التي تزعم أنها مناوئة له ، هو مجرد خصم يُمكن ان تتصالح وتتعايش معه هذه النخبة الان او مستقبلاً
وهذه الحقيقة تشمل كل القوى والمكونات اليمنية المنضوية داخل الشرعية ، بلا استثناء
فالناصري والاشتراكي والمؤتمري (جناح الساحل) لم يستفزهم الترويج الوقح لعبدالملك الحوثي كوريث لمحور إيران بدلاً عن حسن نصرالله تحت لافتة "المؤتمر القومي العربي" ، فلا بيان ولا موقف من ذلك او من الشخصيات المحسوبة على تياراتهم والتي ارتكبت هذه الجريمة
بل أنها ربما لا ترى ذلك جريمة تستحق ان تعادي من أجلها أحد حتى وان كانت شخصية بلا قيمة كحمدين صباحي
فاليمن بالنسبة لهم ليست قضية إنسانية واخلاقية ووطنية تصل لدرجة القضية الفلسطينية ، التي أصبحت إله مقدس لا يمكن المساس بها او حتى ان تُقارن بغيرها
ولهذا يبرر الاخواني في اليمن حضور هماس ومشاركتها في المؤتمر القومي ، بل وحتى يبرر لها تحالفها الوثيق مع إيران
وهو ذاته المشغول منذ أيام بالهجوم والقدح ضد الامارات بسبب مزاعم عن دور لها في حرب السودان ، ويهاجمها طول السنة بسبب مزاعم وقضايا أخرى.
يعادي الاخواني اليمني الامارات بعداء يفوق عداءه لإسرائيل فقط من أجل مصالح التنظيم الدولي للجماعة ، متناسياً انها سكبت دماء معنا ضد الحوثي ، حتى وان كان لها أخطاء وتجاوزات ، تظل حليفاً وداعم في معركتنا ضد الحوثي ، او على الأقل لن تكون مع عدونا الحوثي
نفس الحال ينطبق على السعودية التي لاتزال مكروهة وغير مرضي عنها من قبل أغلب اليسار اليمني الذي يصر بأن يرى الخليج وحكامه "الرجعية العربية" ، ولديهم استعداد لتبرير موقف إيران بل وتجميل قبحها فقط نكاية بالخليج.
هكذا هي نخبة اليمن الموبوءة بالانتهازية والضمور العقلي في تجديد مواقفها وتحديدها وفق لقضيتنا في اليمن.
ولهذا كان الاستثناء الوحيد وسط هذا الظلام ، هي قوة الجنوب الجديدة ، الانتقالي والسلفيين ، وحدهم من حملوا قضية واضحة تنظر للحوثي وإيران كعدو لا يمكن التعايش معه.
تحرر الجنوب وغرق الشمال بنخبته الكارثية
*الصورة لرموز قوى الجنوب
