كان غالبية أبناء الشعب، بما فيهم المثقفون والسياسيون، ما زالوا ينظرون إلى نائب رئيس الجمهورية بعد الثورة، القيل عبدالرحمن البيضاني، بعين الريبة، مصدّقين رواياتٍ زُيِّفت عمدًا لتصويره خائنًا وعميلًا للمصريين. وقد طال التشويه سيرة هذا الرجل لأنه رفض أن يساوم على مبادئه، ووقف ضدّ المصالحة مع الإمامة، محذرًا من التسلل الهاشمي إلى جسد الثورة الوليدة.
لقد نجح خصومه، بما امتلكوه من أدوات النفوذ والدعاية، في تشويه صورته في الوعي الجمعي، حتى تبنّى كثير من أبناء الشعب الرواية الهاشمية، وبلغ بهم التضليل حدّ التشكيك في نسبه. تلك كانت جريمة فكرية وتاريخية لا تقل عن جريمة اغتيال الثورة نفسها.
وليس غريبًا اليوم أن نرى أبناء السلالة يواصلون ذات النهج في تخوين وتشويه كل صوت جمهوري حر، وكل قيادة وطنية تدافع عن الدولة والجمهورية، فذلك ديدن من لا يستطيع مواجهة الحجة بالحجة، ولا الفعل بالفعل.
أما الزميلان الكاتبان والأديبان، الدكتور علي البكالي والأستاذ علي قُلي، وهما مآذن الجمهورية التي تصدح من إذاعة صعدة إف.إم ليصل صداها إلى عمق الشمال، إلى صعدة وضواحيها، فأقول لهما:
لا تبتئسا مما يقوله الكهنوتيون عنكما، فصوتكما قد بلغ كهف مران، وحروفكما أزعجت عروش الظلام. وما صدر عنهم بالأمس من تشويهٍ وافتراء، ليس إلا نباح كلبٍ رأى القافلة تقترب من مرابضه، فعوى خوفًا لا قوة.