آخر تحديث :الإثنين-10 نوفمبر 2025-01:41ص

أزمة مالية خانقة ام خيانة لكرامة تعز

الإثنين - 10 نوفمبر 2025 - الساعة 01:35 ص

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


ما يحدث - في تعز - أزمة مالية خانقة ، ام خيانة لكرامة الناس؟؟ سؤالآ اطرحه علي الناطق الرسمي باسم المحافظة .


مع تجاوز الحرب عقداً كاملاً، تبدو محافظة تعز -التي كانت رمزاً للمدنية والوعي- رهينة شبكة مصالح متغوّلة، تتقاسم الثروة تحت شعارات “التحرير” و“الصمود”، فيما يدفع المواطن ثمن الفساد والانقسام والفوضى.


‏والله شيء مستغرب: أكثر من عشر سنوات، وكل مسؤول مؤسسة إيرادية يورد المبالغ إلى حسابات خاصة به او بمن يمثله، عند صرّافين أو بنوك خاصة، بعيدًا عن البنك المركزي.، لا مديريات المحافظة ، ولا هذه الدوائر الإيرادية نفسها شهدت تغييرًا إلى الأفضل ...


ما نراه فقط أن مسؤولي هذه الدوائر وداعميهم هم وحدهم من صارت لهم الفلل والعمائر والسيارات آخر موديل، والأرصدة في الداخل والخارج ، وفق مبدأ ( شدّ لي .. وأقطع لك ) ، فذهبت الإيرادات لجيوبهم بدلاً من أن تذهب لتنمية تعز و إزهارها ، وجودة خدمات من يعيش فيها .


‏حتى وإن كان هناك فارق بين المسؤولين مابين السيئ و الأسوأ منه ، ،لكن الحقيقة أنهم كلهم سيئين و إنتهازيين ، لا يرتقوا إلى مستوي المسؤولية الوطنية ، و ليس من أولوياتهم الوطن و المواطن ، كلهم فشلوا في إدارة شؤون المحافظة وإخراج المواطن من هذا النفق المظلم ...


كلهم لا يهمهم جوع المواطن. ، يتلذذون بإذلالنا ، بفقرنا ، بتجهيل أبنائنا، بتدمير ما تبقى لنا من أنقاض وطن و يشيدون إمبراطورياتهم على ركامه..!!


وفي السياق : أشارت مصادر مطلعة إلي أنه خلال الفترة الممتدة من 22 مايو وحتى نهاية أكتوبر الفائت 2025، استحوذ الجيش على أكثر من 4 مليارات و87 مليون ريال يمني من موارد المحافظة، إلى جانب ما يقارب 500 مليون ريال شهرياً من الرسوم الإضافية المفروضة على المشتقات النفطية والغاز، وهو ما يرفع إجمالي العائدات التي استولى عليها خلال ستة أشهر فقط إلى قرابة 7 مليارات ريال.


في المقابل، لم تتجاوزمخصصات السلطة المحلية خلال الفترة نفسها 291 مليون ريال فقط، يُنفق معظمها على نفقات الجرحى والتشغيل، فيما تُركت الخدمات العامة في حالة شلل شبه تام.


مدير عام تنمية الموارد ،الناطق الرسمي باسم محافظة تعز - مهيوب الحبشي - المح في لقاء متلفز بثته قناة الجمهورية امس الاول ، أن أزمة مالية خانقة تضرب محافظة تعز ، نتيجة صراع خفي ومتصاعد بين قيادات الجيش والأمن من جهة، والسلطة المحلية من جهة أخرى، حول السيطرة على الموارد العامة وتوجيهها بعيداً عن القنوات الرسمية ،،متوقعآ أن تتوقف أنشطة السلطة المحلية خلال الأشهر القادمة .


و تشير البيانات المتاحة إلى أن الرصيد المالي المتبقي لدى السلطة المحلية لا يتجاوز 58 مليون ريال، منها 45 مليوناً مخصصة للجرحى و13 مليوناً فقط للنفقات التشغيلية،


وأكد مراقبون للوضع الذي تواجهة المحافظة أن هذا النهب الممنهج للموارد العامة حرم مؤسسات الدولة المدنية من الاستقرار المالي والإداري، وأضعف ثقة المواطنين بالسلطة المحلية، التي بدت عاجزة أمام سطوة الأجهزة العسكرية والأمنية.


وحذروا من أن استمرار هذا الوضع سيقود إلى انهيار مؤسساتي شامل في تعز، خصوصاً في ظل غياب أي آلية مركزية لمراقبة الموارد أو توزيعها وفق القوانين المالية المعتمدة، ما ينذر بمرحلة جديدة من الفوضى الاقتصادية والخدمية، وربما بموجة احتجاجات شعبية ضد الفساد المستشري.


وأشاروا إلى أن ما يجري في تعز تجاوز حدود الفساد الإقتصادي مجسداً واقع الدولة المنهوبة، حيث تحوّل السلاح إلى أداة اقتصادية بيد القيادات النافذة، بينما تُترك مؤسسات الدولة المدنية لتواجه مصير الإفلاس والتهميش


والمشكلة أن الناس أصابها التبلّد ولم تعد تهتمّ؛ ممكن المسؤول اللص يتصدّق عليهم بقليل من المال الذي هو في الأساس حقّهم، فيرفعونه ويصفّقون له و يعتبرونه صاحب المنجزات.


ومع هذا الركام، وجب التأكيد أن ما يحدث في تعز ليس مجرّد أزمة مالية خانقة ، بل خيانة لكرامة الناس ، كأننا في مباراة كرة قدم، كل فريق يشجع لاعبه المفضل، يهتف له، يسبّ الخصم، ينسى الهدف، ينسى الوطن، ينسى أن الملعب نفسه يُقصف ، أن المدرجات تُحترق، أن الجمهور يُباد..!! أي سذاجة هذه؟؟أي انعدام للمسؤولية؟؟كيف يعمى البصر والبصيرة إلى هذا الحد؟؟


يخوضون معارك وهمية باسم السياسة ولعباتها القذرة، وينسون أن الأرض تحترق، أن الأرواح تُزهق ، وتعز تقسم ، وبظنون أن النصر سيكون لتيار دون آخر ، بينما الهزيمة شاملة، لا تستثني أحدًا ...


في كل بيت تنهيدة لا يسمعها أحد ، في كل أسرة حسابات مؤلمة بين الرغيف والدواء ، والماء ،والايجار ، وفي كل قلب قلق ثقيل لا يُقال....نحن - في تعز - نشعر بالعجز، ونرى وجع الناس في عيونهم ، ونحمل هذا الغضب في صدورنا لا لنصرخ فقط ، بل لنشهد ، و نوثّق، و نطالب، و نُحذّر


ولاني لست أعمى ، ولا ابحث عن مصلحة ، لا و لن أتواطأ مع الزيف، و لا و لن أُسلم فكري و قلمي لكائن من كان ، وسأظل أبحث عن الحقيقة كما يبحث العطشان عن الماء، وإن وجدتها نشرتها ، لا أراعي في تدوينها خاطرًا ، ولا ألوّنها لترضي الآخرين ... فما جدوى الولاء الحزبي إن أعمى بصيرتنا عن الولاء لله وللوطن ؟!؟


و لائي لوجه الله وحده أجد و اجتهد فليغضب من يغضب، و ليرضَ من يرضى، ما دمت واقفًآ بين يدي ضميري، محكومًا بنداء الحق في داخلي


حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل في كل من جعل تعز ملعبًا لصراعاته،و في كل من قدّم غروره على مصلحة المدينة . ،وفي كل من خان مسؤولية الكلمة والقرار،و في كل من صمّت لسانه عن قول الحق .

" والله غالب علي امره "

( محرم الحاج )

( محرم الحاج )