في تعليقه على الأزمات الطاحنة التي تشهدها مدينة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، من ماء وكهرباء معدمة وغاز منزلي، أطلق الصحفي البارز رضوان الهمداني هجومًا ناريًا عبر منشور على صفحته في "فيس بوك"، تساءل فيه عن الصمت الشعبي المريب حيال الكوارث المتتالية التي يعيشها المواطنون، مؤكدًا أن الأوضاع الحالية تفوق بكثير ما كانت عليه البلاد في العام 2011 الذي خرج فيه الناس لإسقاط النظام. في إشارة إلى عهد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.
وقال الهمداني: "لماذا لا تثورون الآن بجد؟ ما المصيبة التي يجب أن تحل أكثر من عودتكم لعصر ما قبل الكهرباء وشربة الماء والراتب وانعدام الأمن وانهيار التعليم وغياب الخدمات؟".. مشيرًا إلى أن كل أسباب الثورة قائمة اليوم، بل وبصورة مضاعفة، لكن الشارع بلا صوت، بلا حراك، وكأن الأمر لا يعنيه.
وأضاف ساخرًا: "حينما خرجتم في 2011، كانت هناك دولة ذات سيادة، قائمة بما عليها من إمكانيات. واليوم؟ لا ماء، لا كهرباء، لا دولة، ولا حتى كرامة".
وأشار الهمداني في منشوره إلى أن من قادوا ما سمي بـ"ثورة 2011" استخدموا الشارع كأداة لتنفيذ مخططاتهم، ثم هربوا وتركوا الناس في وجه العراء والجوع والضباع السياسية، بينما يتصارعون اليوم على المناصب في الخارج.
وتابع: "في 2011، خرجتم لأنكم كنتم واثقين أن هناك نظام ديمقراطي يحميكم، تخرجون نهارًا وتعودون سالمين مساءً.. أما اليوم فأنتم تموتون صامتين"
كما هاجم من وصفهم بـ"الثوار الهاربين" في إشارة إلى قيادات حزب الإصلاح - فرع تنظيم الإخوان في اليمن، قائلاً: "بعضهم لا يزال يزايد علينا من الخارج بينما نحن هنا نواجه الانهيار والذل والجوع، ولم يجرؤ واحد منهم أن يعيش في الداخل ويذوق مرارة الواقع معنا".
وختم الصحفي رضوان الهمداني منشوره برسالة لاذعة:
"أنت لست ثائرًا يا عزيزي.. أنت كنت أجيرًا أعمى البصر والبصيرة. الثائر لا يهرب، ولا يهدم المعبد على الجميع ثم يختبئ. الثائر مسؤولية لا هتاف عابر".