آخر تحديث :السبت-23 أغسطس 2025-12:14ص

المقاتل التعزي.. أسطورة تُهملها الشرعية

الجمعة - 22 أغسطس 2025 - الساعة 09:56 م

عبدالسلام القيسي
بقلم: عبدالسلام القيسي
- ارشيف الكاتب


الحكومة لم تغلط بمذكرة التوريد، هناك إصلاحات كبيرة، من حقها ضمان كل أوعية الإيراد،

لا أحد يسيء للحكومة وهي تقوم بواجبها الأسمى..


الغلط له شأن آخر، بدأ من أول طلقة حرب لما تحولت جبهة تعز الى جبهات متناثرة، تعمتد على الشخصية، لا على مصفوفة حقيقية .


الغلط، من وزارة الدفاع، وهي تعطف على مذكرة رئيس الحكومة،وتنسى الوزارة، متطلبات عشرات الجبهات بمحافظة تعز !


أنا ضد قتل المعنى، قد يحق لك التساؤل والقول هل تذهب هذه الجبابات لمصلحة الفرد في الجبهة ؟

ولكن، لا يحق لك القول : لماذا تذهب هذه الجبابات للجيش ؟


الجبهة أمر سيادي، على مجلس القيادة مناقشة وضع تعز، وعلى المحور الشفافية الكاملة، فهو يتحمل جزء من الإشكالية، ولولا أنه يغرق بوحل من الفساد لما صمت كل هذه السنوات، عن حقوقه !


وكما قلت، الجبهة أمر سيادي، ينبغي الترتيب والتكامل بين المجلس،وبين الحكومة، كون جبهة تتعز تابعة للدفاع، ولا أحد يعلم بحال المقاتل التعزي، حتى هذه الجبابات لا تكفيهم،وأقسم بذلك.


في سنوات سابقة، إنتشرت ظاهرة المقاتل والمقوت، مصروف الفرد،٧٥٠ ريال يومياً، أنذاك، وكان يذهب ليبتاع له بعضاً من القات،وتحدث مهاترات، يشعر الفرد بخيبة الظن، يشهر سلاحه من فرط غضبه، ويأخذ ما يكفيه، ثم تتحول القصة الى ترند، وجع .


إن سكن الفرد بيتاً فارغاً قرب الجبهة قيل نهاب بيوت، وهكذا تواترت التهم، ولكل طرف مبرره، أبرر لصاحب البيت، لكن لا أحد يبرر للفرد، وإن إنفجر بوجه مقوت شاعت النهبوية، وإن بقي على حاله خذل نفسه ومدينته، وذهب جبهات بعيدة يبحث عن راتب.


خمسون ألف ريال، كل ثلاثة أشهر، فماذا تكفي ؟ هل إيجار بيت،وتكفي لأكل وشرب ومدارس ومرض ومواصلات، تفاصيل الحياة كثيرة، براتب واحد تشتري وائت ماء لا يكفي عشر أيام .


لدينا رواتب محترمة، ولا تكفينا، من فرط الحياة الصعبة، وذلك لا يعني أن ننسى الآخرين، ولا نشعر بمعاناة الأفراد،وأقسم أن الفرد التعزي في جبهات تعز هو الفرد الأسطوري،وصاحب الفداء كله .


خففوا على من يحمينا ولو شطوا، هم من منحنا هذه المساحة .