كشف العميد الركن عبدالحكيم الجبزي، قائد اللواء 11 حراس جمهورية ورئيس عمليات اللواء 35 مدرع السابق، في الذكرى الخامسة لاجتياح الحجرية، عن تورط قيادات بارزة في محور تعز بعملية تصفية نجله الدكتور أصيل الجبزي، في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام خلال أحداث أغسطس 2020م.
وقال الجبزي، في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع فيس بوك، إن نجله الدكتور أصيل تم اختطافه واتخاذه رهينة لإجباره على تسليم اللواء 35 مدرع أثناء اجتياح الحجرية من قبل قوات المحور وميليشيات الإخوان، مؤكداً أن معلومات جديدة تثبت تورط قيادات عسكرية محسوبة على المحور في تصفيته.
وأشار الجبزي إلى أن خالد عبدالجليل – الذي عُيّن لاحقاً وكيلاً لمحافظة تعز – وصل إليه بعد منتصف ليل 21 أغسطس 2020، وعرض عليه تسليم اللواء 35 مقابل إطلاق سراح نجله في صباح اليوم التالي، وهو ما اعتبره مؤشراً واضحاً على وجود صفقة خفية تورّطت فيها أطراف نافذة.
وكشف الجبزي عن أسماء قيادات بارزة، على رأسهم وهيب الهوري والعقيد عبدالملك الأهدل (قائد اللواء 17 مشاة حالياً)، مشيراً إلى أن الأهدل تلقى إفادة من الهوري عبر أحد مرافقيه – محمد المحيأ – بأن “أصيل في الحفظ والصون” وأن مصيره “بطلقة مسلّمة باليد”، في اعتراف صريح يؤكد أن نجله كان محتجزاً لديهم.
لكن المفاجأة الصادمة – بحسب الجبزي – أنه صباح اليوم التالي وُجد نجله أصيل مصلوباً ومشوهاً ومرمياً في مجرى السيول بطريقة وحشية، في جريمة لا تزال معلّقة دون تحقيق أو محاسبة.
وطالب الجبزي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بسرعة فتح تحقيق عاجل وشجاع، رافضاً ما وصفه بمحاولات دفن القضية عبر لجنة المصالحة التي فشلت في إنصافه لغياب التحقيق الجاد وتقديم الجناة للعدالة.
ويرى مراقبون أن ما كشفه الجبزي يُعدّ زلزالاً سياسياً وعسكرياً، خصوصاً مع ورود اسم خالد عبدالجليل الذي صعد إلى منصب رفيع بعد الأحداث مباشرة، وهو ما يثير علامات استفهام حول الدور الذي لعبه، وهل كان ذلك مكافأة على مهام غامضة نفذها في تلك الفترة.
يُذكر أن اجتياح الحجرية في أغسطس 2020 أسفر عن إسقاط اللواء 35 مدرع بالقوة وفرض قيادة موالية للإخوان، بالتوازي مع تصفية أصيل الجبزي والتنكيل بعدد من قادة اللواء الذين لعبوا دوراً محورياً في معركة تحرير تعز.
وتعيد هذه الجريمة إلى الأذهان سيناريوهات مشابهة، أبرزها اغتيال الشهيد العميد عدنان الحمادي، وسط اتهامات متصاعدة لجماعة الإخوان بالوقوف وراء ملف دموي طويل لم يُفتح حتى اليوم.