لقي ثلاثة من أفراد طاقم سفينة يونانية مصرعهم وأصيب اثنان آخران، إثر هجوم نفذته مليشيا الحوثي الإرهابية بطائرة مسيرة وزوارق سريعة مفخخة استهدف سفينة الشحن "إيتيرنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا، في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤولين في بعثة الاتحاد الأوروبي البحرية "أسبيديس".
وأكدت البعثة الأوروبية أن الهجوم الدموي، الذي وقع على بُعد 50 ميلاً بحريًا جنوب غرب ميناء الحديدة، تسبب في سقوط أول ضحايا بشريين منذ يونيو 2024 في هجمات الحوثيين المتكررة على السفن التجارية، ليرتفع إجمالي قتلى هذه الاعتداءات إلى سبعة بحّارة خلال عامين فقط.
وقالت المصادر البحرية إن السفينة التي كانت تقل طاقمًا مكونًا من 21 فلبينيًا وروسي واحد، تعرضت لهجوم مركب، بدأ بطائرات مسيرة مفخخة تبعها قصف من زوارق سريعة مأهولة، مما أسفر عن إصابات مباشرة وأضرار كبيرة، وسط أنباء عن فقدان السيطرة على السفينة التي باتت تتمايل في عرض البحر دون وجهة.
وتزامن هذا الهجوم مع إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن هجوم سابق على السفينة "ماجيك سيز" – وهي أيضًا ناقلة شحن ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية – والتي قالوا إنها غرقت قبالة سواحل جنوب غرب اليمن. غير أن الشركة المالكة لم تؤكد الغرق، بينما ذكرت السلطات الجيبوتية أن طاقم السفينة تم إنقاذه بالكامل ونُقل إلى جيبوتي.
وقال وفد ليبيريا في جلسة طارئة لمنظمة الملاحة البحرية الدولية:"بينما كنا نعيش صدمة الهجوم على (ماجيك سيز)، جاءنا خبر أكثر رعبًا عن سقوط ضحايا جدد في (إيتيرنيتي سي)".
من جهته، وصف الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، أرسينيو دومينغيز، هذه التطورات بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي وحرية الملاحة"، مشيرًا إلى أن "البحارة الأبرياء والسكان المحليين هم من يدفعون الثمن الحقيقي لهذه الهجمات والتلوث الذي تسببه".
وبحسب تقارير أمنية، فإن كلتا السفينتين اللتين تم استهدافهما كانتا ضمن أساطيل تجارية سبق لسفن شقيقة لها زيارة موانئ إسرائيلية في العام الماضي، ما يجعلها أهدافًا محتملة في ظل استمرار الصراع في غزة، بحسب شركة "فانغارد تيك" البريطانية المتخصصة في إدارة المخاطر البحرية.
وأظهرت الإحصاءات الأخيرة أن حركة الشحن في البحر الأحمر انخفضت بنسبة 50% منذ بدء الهجمات الحوثية في 2023، وسط حالة من الذعر وعدم القدرة على التنبؤ بالوضع الأمني.