أعادت مليشيا الحوثي استهداف الملاحة في البحر الأحمر، بعد أشهر من الهدوء النسبي، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تحريك طهران لوكلائها الإقليميين خدمة لأجندتها التفاوضية والعسكرية.
وكشف الصحفي السياسي اليمني حسام ردمان، في تحليل لافت، عن دلالات ما وصفه بـ"العودة الحوثية المريبة إلى الممرات الدولية"، مشيرًا إلى أن المليشيا استهدفت سفينة تجارية مرتبطة بإسرائيل في 6 يوليو اي أمس الأحد، بالتزامن مع توتر متصاعد على الساحة اللبنانية وضغوط متزايدة على حزب الله.
وأشار ردمان إلى أن الهجوم الحوثي الأخير هو الأول منذ 18 نوفمبر 2024، ما يعزز فرضية أن التحرك لم يكن عفويًا، بل جاء في إطار تعبئة إيرانية جديدة للحلفاء الإقليميين، بهدف فرض أوراق ضغط قبيل أي مفاوضات مرتقبة بين إيران والدول الغربية حول الملف النووي.
وأكد ردمان أن طهران تسعى لإعادة ربط ورقة أمن المضائق والملاحة البحرية بملفها النووي، وهو ما يفسر توقيت تفعيل الحوثيين مجددًا في البحر الأحمر، بالتزامن مع تحذيرات الحرس الثوري الإيراني بأن الرد المقبل سيكون "بلا ضوابط".
اللافت في الهجوم – بحسب ردمان – أن جماعة الحوثي التزمت الصمت في البداية وتجنبت تبني العملية فورًا، كعادتها في حالات التصعيد النوعي، قبل أن تعترف بها لاحقًا بعد اختبار ردود الأفعال.
وفي المقابل، جاء الرد الإسرائيلي غاضبًا لكنه باهت المفعول، إذ اقتصر على استهداف مكرّر لمواقع قديمة في الحديدة بـ50 صاروخًا وقنبلة، في محاولة لإثبات الحضور دون تغيير موازين الاشتباك.
وأوضح ردمان أن طهران تسعى من خلال هذا التصعيد المزدوج – في لبنان والبحر الأحمر – إلى تحسين موقعها التفاوضي قبل أي لقاء محتمل بين المبعوثين الإيراني والأمريكي، وتوجيه رسالة بأنها لا تزال قادرة على إشعال أكثر من جبهة في آن واحد، متى ما شاءت.
ويضيف: "عودة الحوثيين إلى استهداف السفن قد لا تكون مصادفة، بل رسالة محسوبة بدقة لإظهار الجاهزية الإيرانية لجولة صراع جديدة، بعد أن فاجأتها تل أبيب في حرب الـ12 يومًا".