شارفت محافظة شبوة على الدخول في عصر الطاقة النظيفة والمستقرة، مع اقتراب الانتهاء من تنفيذ أضخم مشروع للطاقة الشمسية في اليمن، بتمويل ودعم كامل من دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطوة تُعد تحولًا نوعيًا في البنية التحتية للطاقة بالمحافظة والمنطقة عمومًا.
وأكدت مصادر فنية أن نسبة الإنجاز في المشروع تجاوزت 90%، وسط توقعات بدخوله الخدمة خلال الأسابيع القليلة القادمة، ليوفّر قدرة إنتاجية تصل إلى 53.1 ميجاوات نهارية، إلى جانب 15 ميجاوات مخزون طاقة ليلي يضمن استمرار الخدمة دون انقطاع، حتى في فترات غياب الشمس.
المشروع العملاق يشمل تركيب أكثر من 85,000 لوح شمسي، وإنشاء 6 محطات تحويل رئيسية، ومد شبكة نقل بطول 15 كيلومترًا، تربط المحطة الجديدة بمحطة عتق المركزية، ما يجعل منه أكبر استثمار في الطاقة المتجددة في تاريخ اليمن الحديث.
وأكد محافظ شبوة، الشيخ عوض بن الوزير العولقي، أن هذا المشروع يمثّل "نقلة حضارية وخدمية كبيرة ستنهي معاناة الكهرباء وتفتح الباب أمام تنمية حقيقية"، مثمّنًا الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات في دعم مشاريع استراتيجية تنعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الإماراتية المستمرة لتعزيز الاستقرار ودعم البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة، في وقت تعاني فيه معظم المناطق اليمنية من انهيار الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه دائم.
وقد لاقى المشروع ترحيبًا شعبيًا واسعًا في كافة مديريات المحافظة، حيث اعتبره المواطنون بارقة أمل نحو مستقبل أفضل، مؤكدين أن الإمارات أثبتت مجددًا أنها شريك حقيقي في التنمية، لا مجرد داعم سياسي أو إعلامي.
في المقابل، لم تغب الأصوات الحزبية المتعصبة والحاقدة، التي حاولت التقليل من أهمية المشروع، في سلوك وصفه مراقبون بأنه "رد فعل هستيري تجاه أي إنجاز يخدم الناس ولا يمر عبر بوابات المصالح الضيقة".
وقال ناشطون بسخرية: "من لا يستطيع تقبّل رؤية الإنجاز، ننصحه بمراجعة طبيب مختص في الطب النفسي، فمشاريع الطاقة النظيفة لا يمكنها أن تنير قلوبًا مُظلمة بالحقد!"
ويُعد المشروع شاهدًا جديدًا على أن الإمارات لا تكتفي بالكلمات، بل تزرع الكهرباء في قلب الصحراء، وتبني الأمل وسط الخراب، في وقت يتفرغ فيه الآخرون للهدم والتشكيك والتثبيط.