شهدت محافظة الجوف، شمال شرق اليمن، تجددًا لأعمال العنف القبلية، راح ضحيتها قتلى، في واحدة من سلسلة النزاعات التي تؤرق المحافظة منذ سنوات، في ظل غياب فعلي للدولة والأجهزة الأمنية.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات مسلحة اندلعت في مديرية المتون بين مسلحين من قبيلتي الشولان وهمدان، على خلفية ثأر قبلي قديم، في تطور مفاجئ يعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة.
وبحسب المصادر، فقد أسفرت المواجهات عن مقتل اثنين من أبناء قبيلة همدان، دون ورود تفاصيل دقيقة حول عدد المصابين أو حجم الخسائر المادية. ولفتت المصادر إلى أن التوتر لا يزال قائمًا، وسط تحشيد قبلي قد ينذر بجولة جديدة من المواجهات إذا لم يتم احتواء الموقف سريعًا.
وتعد النزاعات القبلية في محافظة الجوف من الظواهر المتكررة، حيث تعاني المنطقة من غياب شبه تام لسيادة القانون، وتنامي سلطة الأعراف القبلية. وتتركز أغلب الاشتباكات على خلافات ثأرية قديمة أو نزاعات على ملكية الأراضي، خصوصًا في المناطق التي تشهد توسعًا سكانيًا وزراعيًا.
وتُحمّل شخصيات اجتماعية في الجوف أطرافًا محلية – بينها جماعة الحوثي المسيطرة على أجزاء من المحافظة – مسؤولية تغذية بعض النزاعات القبلية أو تجاهلها، في إطار مساعي لإضعاف النسيج الاجتماعي وتقويض أي محاولات لبناء مؤسسات مدنية أو أمنية مستقلة.
ويطالب وجهاء ومشايخ من قبائل الجوف بضرورة تدخل عاجل من الحكماء والعقلاء وقيادات الدولة والسلطات المحلية، للحد من تنامي ظاهرة الثأر القبلي والصراع على الأراضي، عبر تفعيل مبدأ التحكيم القبلي الرادع، والعمل على ترسيم الأراضي وحل النزاعات القديمة بطرق قانونية عادلة.
كما دعوا إلى تشكيل لجنة وساطة محايدة، والضغط لإيقاف نزيف الدماء المستمر، والبدء بمصالحة حقيقية تُنهي دوامة العنف التي أرهقت الجوف وأهلها لعقود.