أقدمت قوات الشرطة العسكرية في مدينة مأرب، الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، يوم الثلاثاء، على الاعتداء بالضرب والإهانة على جرحى ومعاقين من الجيش، أثناء تنفيذهم اعتصاماً سلمياً أمام بوابة الرعاية الاجتماعية للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
شهود عيان أكدوا أن الاعتداء تم بتوجيه مباشر من قائد الشرطة العسكرية ناجي منيف، الذي أمر بقمع الاعتصام، ومنع أي تجمع للجرحى الذين لا يطالبون بشيء سوى صرف مرتباتهم المتوقفة، وتسوية أوضاعهم، ومعالجة الحالات الحرجة منهم في الخارج، وبناء المدينة السكنية الموعودة منذ سنوات.
الاعتداء الهمجي أسفر عن إصابة عدد من الجرحى، بعضهم يستخدم الكراسي المتحركة، فيما وجهت لهم تهديدات صريحة باستخدام القوة ما لم ينهوا اعتصامهم.
بيان صادر عن الجرحى حمل قائد القوات المشتركة صغير بن عزيز المسؤولية الكاملة، وناشد المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، وقيادات الجيش الوطنية، بالتدخل العاجل لحمايتهم مما وصفوه بـ"غدر الشرعية" التي قاتلوا لأجلها، واليوم ترد لهم الجميل بالضرب والإهانة.
الناشطون وصفوا ما حدث بـ"العار الوطني"، مشيرين إلى أن ما قامت به قوات الأمن بمأرب لم يحدث في مناطق الحوثيين ولا في عدن، وأنه يكشف الوجه القمعي للسلطة المحلية المحكومة بقبضة حزب الإصلاح، التي باتت تستخدم القوة ضد ضحايا الحرب بدلاً من الوفاء لتضحياتهم.
مطالبات واسعة تصاعدت لفتح تحقيق عاجل، ومحاسبة المتورطين في هذا الاعتداء، فيما دُعي فروع الأحزاب في مأرب، ومنظمات المجتمع المدني، والمكونات الاجتماعية، إلى اتخاذ مواقف حازمة لا تقبل التبرير أو الصمت أمام هذه الجريمة الإنسانية.