آخر تحديث :الأحد-09 نوفمبر 2025-01:18ص

اصلاح تعز "يفرمل" العدالة و "يحوّل" القتلة إلى ضيوف شرف

الأحد - 09 نوفمبر 2025 - الساعة 12:30 ص

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


بجرأة حصان أعمى يمضي حزب الإصلاح ( الحاكم الفعلي و املتحكم في تعز ) في مراكمة شروط هلاكه الموضوعية، و استجلاب لحظة الزلزلة الشعبية.


فالثورة عادة ما تكون محصلة انفجارية لتراكمات طويلة من النقمة الشعبية على التسلط و نهب الثروات ومصادرة الحقوق وسحق الحريات، وهي خروج جماهيري غاضب ضد مدخلات الظلم والاستبداد والفساد و العنصرية والمحسوبية والفقر، و الخوف والتهجير، وصرخة وعي للقطيعة مع الماضي المقيت، و الانتصار لكرامة الناس و كينونتهم.


بغباء يواصل حزب الإصلاح صناعة أسباب زواله بيده ، عبر نهج الإقصاء، ، والانكماش على الذات، واتهام النخب بالعمالة والتآمر، وتزييف واقع الجرائم وغيرها من العوامل التي تمثل في جملتها مراكمة لشروط الهلاك.


مصادرة لحق، وسجنٍ لبريء وملاحقة صحفي ، يصنع الاصلاح عدوًا جديدًا، ويقترب خطوة من فوهة البركان؛ في سلوك ينبئ أنه لم يضع اعتبارا لحقيقة أن الشعب كالسيل لا ينسى طريقه، ولا يتسامح مع من يغتال مستقبله.


و بالجملة فإن المسلك الراهن يقود حزب الإصلاح في تعز نحو السقوط المدوي، حيث يفضي الخوف إلى مزيد من القمع و التسلط، وتذكي الانتهاكات المتفاقمة مشاعر الثأر لدى المجتمع، وتعزز لديه القناعة بحتمية الخلاص من الطغيان ، كطريق إلى الحياة، وإخضاع الحزب لمحاسبة تاريخية تُعيد الأمور إلى نصابها، وتنتصر لكرامة الشعب وهويته.


جاءت رسالة المحافظ الأسبق أمين أحمد محمود، قبل أسابيع لتشكل أقوى ضربة سياسية يواجهها حزب الإصلاح منذ سنوات، ورسالة أشبه بجرس إنذار يدوّي في وجه قياداته، كاشفة حجم الغضب الشعبي والنخبوي من سياسات الحزب التي حولت تعز إلى ساحة للفوضى والنهب. لم تكن الرسالة مجرد بيان سياسي عابر، بل وثيقة اتهام واضحة ومباشرة، تضع الحزب أمام استحقاق المراجعة الجذرية أو مواجهة عزلة داخلية ودولية.


وفي نص رسالته الحادة، وجّه محمود خطابه إلى قيادة الحزب قائلًا: "لقد آن الأوان لأن تواجهوا الحقيقة بصدق، وتجروا مراجعة شاملة لممارساتكم التي تسببت في الفشل والانهيار. إن استمراركم في العمل كميليشيا مسلّحة بدلاً من حزب سياسي، وسيطرتكم على مؤسسات الجيش والأمن خلافًا للدستور، هو السبب الرئيس وراء إفساد وإفشال كل الجهود الوطنية لدحر مشروع الإمامة واستعادة الجمهورية".


وأضاف: "لقد فشلتم في إدارة المعركة، وتآمرتم على شركائكم، وأحبطتم كل المساعي لتوحيد الصف الجمهوري. واليوم أنتم أمام لحظة فارقة: إما أن تعودوا للعمل كحزب سياسي ملتزم بالدستور، أو أن تواجهوا مصير التصنيف كجماعة إرهابية، وهو ما بدأ المجتمع الدولي فعلًا ينظر فيه مع تزايد توثيق جرائمكم وانتهاكاتكم."


ولم يكتفِ محمود بمجرد توجيه النقد، بل قدّم تحذيرًا صريحًا يتجاوز الاعتبارات المحلية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي بدأ بالفعل برصد الانتهاكات التي ينسبها إلى الحزب، وأن صبر الداخل والخارج يوشك على النفاد. وأوضح أن تعز، التي تحررت من ميليشيا الحوثي بدماء رجالها، لن تقبل أن تُستبدل ميليشيا دينية بميليشيا حزبية، وأن استمرار الإصلاح في إدارة المحافظة بعقلية السلاح والاستحواذ يهدد بانفجار شعبي واسع ويفتح الباب أمام تدخلات خارجية.


وشدد المحافظ السابق على أن تحذيره ليس نصيحة عاطفية، بل دعوة مسؤولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتحول تعز إلى نموذج جديد للفشل، داعيًا قيادة الإصلاح إلى وقفة تاريخية تعيد للحزب صفته السياسية وتفك ارتباطه بالعسكرة والميليشياوية. فإما أن يختار الحزب طريق الدولة والدستور، أو أن يسلك درب الجماعات المصنّفة إرهابية، بما يحمله ذلك من عواقب وعزلة دولية وإقليمية.


بهذه النبرة الحاسمة، بدا خطاب أمين محمود أشبه ببيان اتهام ورسالة إنذار في آن واحد، موجّهة إلى قيادة إصلاحية لا تزال، بحسب وصفه، تتعامل مع المحافظة كغنيمة حرب، في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي المطالب بإنهاء هيمنة الحزب وإعادة مؤسسات الدولة إلى مسارها الطبيعي.


والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل سيجرؤ - محافظ المحافظة - نبيل شمسان - على كسر شبكات الفساد الراسخة؟ هل سيُبعد من استنزفوا مؤسسات الدولة باسم الولاء؟؟ هل سيمنح المواقع للكفاءات النزيهة التي تخاف الله وتعمل من أجل الناس لا من أجل الحزب؟!؟


الناس لا يريدون خطابات جديدة ولا صورًا في الإعلام، بل قرارات جريئة تُعيد الثقة بالدولة ،قرارات تبدأ من تطهير أجهزة السلطة المحلية في المديريات ، و فروع الوزارات من الفاسدين، وضبط الإيرادات، وصرف المرتبات المتأخرة، وإنهاء المظاهر العبثية التي أهانت الموظف والمواطن على حد سواء.


إن الإصلاح الاقتصادي في - محافظة تعز - لن يتحقق إلا بقرارات تعيد للدولة هيبتها، و تُسند المسؤولية إلى من يستحقها، وتُوقف نزيف المال العام من المنافذ ،والمكاتب الإيرادية والصناديق التي تعمل خارج القانون.


تعز بأكملها تنتظر من - المحافظ شمسان - أن ينتصر للمحافظة لا للأفراد، للحق لا للمجاملة، للضمير لا للمصالح.فقد تعب التعزيون من الانتظار، وحان وقت الفعل.

" والله غالب علي امره "

( محرم الحاج )

( محرم الحاج )