شهدت منطقة العبر بمحافظة حضرموت، الإثنين، حشدًا قبليًا مهيبًا شارك فيه المئات من أبناء قبائل دهم، في وقفة غاضبة هزّت الأوساط القبلية والسياسية، للمطالبة بالقصاص العاجل من قتلة الشيخ أحمد عبدالله شثان، أحد رموز المقاومة القبلية في صعدة، والذي اغتيل بدمٍ بارد مع مرافقه على الطريق الدولي.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي بدت أقرب إلى إنذار قبلي حاسم، أصواتهم محذرين السلطات الأمنية والعسكرية من مغبة تجاهل الجريمة أو التباطؤ في ملاحقة الجناة، مؤكدين أن "كل ساعة تأخير تفتح الباب أمام تداعيات لا تُحمد عقباها".
وقال بيان صادر عن الوقفة: "نحمّل الجهات المعنية كامل المسؤولية، ونمهلها فترة قصيرة لكشف الجناة وتقديمهم للعدالة، وأي صمت أو تهاون في هذا الملف لن يُقابل إلا بردود فعل قَبَلية تحفظ للدم مكانته وقداسته".
وكان مسلحون مجهولون قد اعترضوا، الأحد، سيارة الشيخ شثان ومرافقه محمد رشاد اليافعي في منطقة العبر أثناء توجههما من حضرموت إلى مأرب، ليغتالوهما في ظروف غامضة أثارت الرأي العام.
ويعد الشيخ شثان، المنحدر من الحشوة في محافظة صعدة، أحد أبرز القادة القبليين المناهضين لمليشيا الحوثي، وسبق أن لعب دورًا محوريًا في تحشيد المقاومة الشعبية في جبهات الشمال.
الوقفة القبلية اليوم بعثت برسالة شديدة اللهجة: "الدم لا يُنسى.. وكرامة القبائل ليست للمساومة"، في وقت يخشى فيه مراقبون من أن يؤدي التباطؤ الرسمي إلى إشعال فتيل أزمة قبلية واسعة النطاق، قد تمتد إلى مناطق جديدة وتشكل خطرًا على السلم الأهلي في الشرق اليمني.