آخر تحديث :الأربعاء-21 مايو 2025-01:11ص

‏رفاق الحرف وزملاء النضال

الأربعاء - 21 مايو 2025 - الساعة 12:52 ص

د. ثابت الأحمدي
بقلم: د. ثابت الأحمدي
- ارشيف الكاتب


مع كل حنادس الظلمة التي تلفُّ المشهد السياسي من حولكم إياكم واليأس.

اليأس كفر، اليأس خيانة، اليأس مَوات.

ما دمنا مؤمنين بعدالة قضيتنا حتما سننتصر ولو بعد حين.

طبيعة القضايا الكبرى أن تأخذ بها التقلبات كل مأخذ، وأن تذبلَ وتتراجع؛ لكنها تنتصر بالنهاية.

أخطر من الهزيمة المادية الهزيمة النفسية، فلا تنهزموا نفسيا، وقاوموا، وثقوا أنكم منصورون.


تأكدوا، هذا ليس أول فصل قاتمٍ من فصول حياتنا السياسية في اليمن، فلطالما مرّ شعبنا المناضل المكافح بظروف كهذا، وفي النهاية ينتصر.

الإمامة سرطان اليمن الأكبر، وهذا قدرنا، وعلينا أن نواجه هذا السرطان الناهش باقتدار.


تأكدوا.. إذا كانت قد سقطت هذه العصابة في 62م وهي دولة قائمة ممتدة منذ عشرات السنين فإنها في المستقبل القريب زائلة، وأكثر. إنها تحمل بذور فنائها بداخلها؛ لأنه ما من قضية خبيثة إلا وتخون نفسها.


من يقرأ أحداث التاريخ بوعي لا يصيبه اليأس، ولا يستبد به القنوط، ولا يداهمه الجزَع.

حتما، سنناضل فوق كل أرض وتحت كل سماء، وسنورث القضية لأبنائنا وأحفادنا حيث كانوا، عقيدة متأصلة في الوجدان، وثقافة راسخة في الضمير.


نستمد صلابتنا من صلابة الجبال التي وُلدنا عليها، ونواصل تحدينا كما فعل روادنا الأوائل الأحرار تجاه هذه العصابة البغيضة، ابتداء بالهمداني، وليس انتهاء بالقشيبي والشدادي والأبارة.


داخل كل واحد منا كتيبة ثوار يشعر أنه المعني بالقضية لوحده، وفي قلب كل واحد منا حمم بركانية غاضبة ستقتلع كهنة الطغيان بلهب نيرانها.


رفاق الحرف وزملاء الكلمة.. عليكم أن تعلموا أولا إلى بلد تنتمون، وإلى أي حضارة تنتسبون. ومن كانت جذوره التاريخية ممتدة بعمق خمسة آلاف عام وأكثر لن ينكسر أمام عصابة مارقة متوردة.

يا قوم.. واصلوا نضالكم باستماتة، واعلموا أنكم أمام مسؤولية تاريخية تجاه شعبكم كنخبة نوعية، تمثل جبهة قتالية في حد ذاتها لا تقل أهمية عن الجبهة العسكرية.