كشفت مصادر أمنية عن تفاصيل غامضة ومثيرة تحيط بمصرع مسؤول حوثي بارز وشقيقه في العاصمة المحتلة صنعاء، في واقعة يُرجّح أنها تصفية داخلية بغطاء "حادث مروري" مفتعل، ضمن سلسلة طويلة من التصفيات التي تنتهجها مليشيا الحوثي ضد من تعتبرهم تهديدًا خفيًا لدوائر نفوذها.
وبحسب اعترافات رسمية لما تسمى وزارة الزراعة والري التابعة للحوثيين، فإن المهندس عبداللطيف لطف العمري، المعين مديرًا عامًا لمنشآت الري، قُتل يوم الثلاثاء في حادث مروري بميدان السبعين، إلى جانب شقيقه العميد حسن لطف العمري.
لكن مصادر مطلعة أكدت أن الحادث لم يكن عابرًا، بل جرى التخطيط له بعناية، ضمن سيناريوهات "التصفية المقنّعة" التي تلجأ إليها الجماعة للتخلص من مسؤوليها الموالين، حينما تنتهي صلاحيتهم أو يُشتبه في تواصلهم خارج دائرة الثقة الضيقة، تحت ذرائع أمنية من قبيل "التخابر" أو "الاختراق".
وأشارت المصادر إلى أن العمري كان ضمن حلقة تنفيذية على تماس مباشر بملفات الري والمياه التي تشهد فسادًا مستشريًا داخل الوزارة، وربما امتلك معلومات حساسة عن شبكات عبث مالي وإداري، ما جعله هدفًا للإزاحة السريعة.
وتُعد هذه الحادثة واحدة من عشرات الحالات المشابهة التي تُسجل كـ"حوادث عرضية" في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بينما تظل حقيقتها طيّ الكتمان والتضليل الإعلامي، في ظل منظومة أمنية لا تتسامح مع الشك أو الولاء المتذبذب.