آخر تحديث :الأربعاء-21 مايو 2025-01:11ص

المرأه اليمنية .. صوت الاحتجاج حين يصمت الرجال

الأربعاء - 21 مايو 2025 - الساعة 12:43 ص

مطيع سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


شهدت البلاد خلال السنوات الماضية موجات متصاعدة من الفساد وسوء الإدارة، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في مؤسسات الدولة وخدماتها. ومع ذلك، فقد استسلمت معظم القوى المجتمعية، بما فيها الرجال من مختلف الفئات والانتماءات، لهذا الواقع الأليم. وفرض الخوف من القمع أو من الفوضى المستمرة حالة من السكون، جعلت الكثير من الرجال يفضلون التزام المنازل والتعبير عن السخط في الخفاء.


لكن النساء اليمنيات رفضن هذا الاستسلام، وخرجن متحديات الظروف الأمنية والاجتماعية الصعبة. لم يخرجن فقط من أجل مطالب تخصهن، بل من أجل المجتمع بأكمله، نساءً ورجالاً، شباباً وشيوخاً. وعبّرن بشجاعة عن مطالب ملحة تتمثل في تحسين الظروف المعيشية والخدمات المنهارة، وإنهاء حالة العبث التي تمارسها السلطات، والتي تسببت في تفاقم الأوضاع إلى حدود غير مسبوقة.


لقد كسرت النساء اليمنيات حاجز الخوف، وخرجن إلى الشوارع، يحملن في قلوبهن نار المعاناة، وفي أيديهن رايات الكرامة. وقفن يقلن نحن هنا، نحن من نطالب، نحن من نرفض، نحن من نصنع الأمل حين يغيب، والصوت حين يُقمع، والكرامة حين تُهان.


خرجن في العاصمة الموقتة عدن ولحج وابين وتعز يحملن وجع الوطن، ويصدحن بصوت الحقيقة، في وقفات احتجاجية غاضبة تندد بإنهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي وتدهور الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الأمن، والصحة، والكهرباء، والمياه، والتعليم، والقضاء.


مشهد حمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات، وأرسل رسالة قوية لكل من يظن أن الصمت يعني الرضا، ولكل من يظن أن الشعب قد خضع وركع. في وقتٍ خيم فيه الخوف على الشارع، وتراجعت فيه أصوات الرجال إلى جدران المنازل.

مشهد بعث صرخة مدوية تقول للعالم: لا تزال في هذا الوطن نساء من حديد، نساء قادرات على تحريك الجبال، حين ينهار الرجال تحت وطأة الخوف.


إن خروج النساء إلى الميادين والشوارع في هذا التوقيت يؤكد أن المرأة اليمنية لم تعد مجرد عنصر متلقي للمعاناة، بل أصبحت فاعلاً أساسياً في معركة البقاء والتغيير. إنها لحظة فارقة تكشف عن عمق وعي النساء بدورهن في الحياة العامة، وتثبت أنهن قادرات على تحريك المياه الراكدة حين يصمت الجميع.