نفت مصادر محلية وإعلامية مطلعة، مساء الأحد، صحة الأنباء المتداولة بشأن غارات جوية إسرائيلية استهدفت محافظة الحديدة غربي اليمن، مؤكدة أن الوضع في المدينة الساحلية هادئ، ولم يتم تسجيل أي عمليات قصف أو استهداف لمرافق مدنية أو عسكرية.
وأكدت المصادر، في تصريحات متطابقة، أن ما تداولته بعض المنصات الإعلامية في وقت سابق عن ضربات جوية إسرائيلية، عارٍ عن الصحة تماماً، مشيرة إلى أن موانئ الحديدة الثلاثة (الحديدة – الصليف – رأس عيسى) لم تتعرض لأي هجوم، ولم تحدث أي تحركات جوية في سماء المنطقة.
يأتي هذا النفي بعد دقائق من ضجة إعلامية واسعة أثارتها تقارير غير مؤكدة، زعمت تنفيذ إسرائيل لضربات جوية على مواقع حوثية في الحديدة، وذلك عقب تحذيرات أصدرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دعا فيها إلى إخلاء الموانئ الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين.
وتُعد محافظة الحديدة وموانئها من أهم المناطق الاستراتيجية على البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، ما يجعلها محوراً حساساً في أي تطورات إقليمية. ويؤكد مراقبون أن نشر الشائعات دون تحقق قد يسهم في تأجيج التوترات ويعرّض الأمن البحري للخطر.
و أعلنت إسرائيل في وقت سابق من مساء الأحد أن مقاتلاتها تتجه لتنفيذ ضربات جوية تستهدف موانئ الحديدة الثلاثة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) الواقعة تحت سيطرة الحوثيين على الساحل الغربي لليمن.
وتضاربت الأنباء حول شن الضربات، إذ نقلت وسائل إعلام إسرائيلية وأخرى حوثية أنها بدأت إلا أن مصادر إسرائيلية عادت لاحقا إلى القول إن الضربات لم تبدأ بعد.
وسارعت حسابات حوثية تابعة لقيادات للجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي بالتحذير من تصوير أي ضربات، وراحت حسابات أخرى يبدو من متابعتها أنها تابعة للجماعة تهدد من يوثق بأنه يساعد من سمتهم الأعداء، في إشارة إلى إسرائيل.
وأصدر أفيخاي أدرعي المتحدث باللغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي بيانا دعا فيه المدنيين إلى إخلاء الموانئ الثلاثة فوراً، مشيراً إلى استخدامها من قبل الحوثيين لأغراض عسكرية، وفقا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
يأتي هذا التصعيد في أعقاب إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً أصاب محيط مطار بن غوريون قرب تل أبيب في 4 مايو (أيار) 2025، ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية، وانتهت يوم السادس من مايو بتدمير مطار صنعاء الدولي، ومصنع أسمنت عمران، ومحطتين للكهرباء غداة تدميرها ميناء الحديدة ومصنعاً آخر للأسمنت في باجل جنوب الحديدة.
وتعكس هذه التطورات تصاعد التوتر في المنطقة، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهة بين إسرائيل والحوثيين المدعومين من إيران، وتأثير ذلك على الأمن الإقليمي على الرغم من تفاهم الولايات المتحدة والحوثيين الأخير الذي يقتضي بعدم مهاجمة السفن الأميركية.