لقي خمسة شبان من سكان حي الحصبة بصنعاء، يوم الاثنين، مصرعهم إثر تناولهم خمرًا محلي الصنع مغشوشًا أُعدّ بطرق غير صحية داخل مواقع سرية بالعاصمة المحتلة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، فيما نُقل عدد آخر إلى المستشفى في حالة حرجة.
وقالت مصادر محلية إن الضحايا حصلوا على المشروب عبر وسطاء يعملون بسرية تامة في صنعاء، حيث تقوم بعض الشبكات بتصنيعه بطرق بدائية داخل منازل مغلقة، مستخدمة مواد خطرة قد تتسبب في وفاة من يتناولها خلال ساعات.
وأشار أحد سكان الحي إلى أن تجارة الخمر البلدي تتم عبر حلقات ضيقة لا يعرفها إلا من يبحث عنها، مضيفًا: "الشباب لم يشربوا كمية كبيرة، لكن المادة كانت سامة للغاية… استيقظنا على خبر وفاتهم جميعًا".
وبحسب مصادر طبية، وصل عدد من الشباب إلى المستشفى وهم يعانون من فشل حاد في الجهاز التنفسي واضطرابات خطيرة في البصر والوعي، قبل أن يفارق خمسة منهم الحياة، فيما لا تزال حالة الآخرين حرجة.
أثارت الحادثة موجة غضب واسعة بين الأهالي، الذين حمّلوا سلطات الحوثيين المسؤولية عن انتشار التصنيع السري لهذه المواد القاتلة، مؤكدين أن غياب الرقابة وتفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية سمحا بانتشار مثل هذا النشاط الخطير.
الناشط نبيل مجاهد السمينمي علق على الحادثة قائلاً: "ليش مستغربين؟ الموضوع مش أول حادثة، وحصل قبلها أسوأ. هذه المرة خمسة يعتبروا قليل، قبل سنوات مات أكثر من هذا بكثير لنفس السبب."
وأضاف السمينمي: "هناك مواقف مضحكة ومؤسفة في آن واحد حول هذه الظاهرة، واستغرب عدم تحرك الجهات المعنية للحد من انتشار الخمور المغشوشة، الأمر أصبح متكررًا لدرجة أنني أتعامل معه بتجاهل."
مصادر محلية ذكرت أن حوادث مشابهة شهدتها صنعاء ومناطق أخرى مثل تعز وعدن وإب، كان من أبرزها وفاة 15 شخصًا العام الماضي إثر تناول كحول مغشوش في حي المحروقات بصنعاء.
المصوّر الصحفي أحمد الحمران كتب على صفحته: "الموضوع محزن جداً وتكرّر في عدة مناطق، يجب تحذير الشباب من هذه السموم. لابد من التوعية بخطورة هذه المواد، فهي تؤدي للتسمم أو فقدان البصر وحتى الوفاة".