هم ليسوا رجال العالم المتحضر بأزيائهم الفاخرة وسياراتهم الفارهة.. هم رجال صنعوا من القهر مدرسة، ومن الجوع عزيمة، ومن الظلم كرامة.
الرجل في اليمن هو:
• المعلم الذي يقطع المسافات على قدميه جائعا ، ليصل إلى فصل دراسي بلا نوافذ، براتب لم يصل منذ سنوات، لكنه لا يتخلى عن رسالته: "كاد المعلم ان يكون رسولا ".
• الطبيب الذي يعالج آلاف المرضى بلا أدوية كافية، يرفض أن يبيع ضميره لشركات الأدوية، ويظل يقاتل الموت باليسير مما لديه.
• المفكر والكاتب الذي يكتب بالجوع والألم ولا يكتب لمن يدفع ، يشحذ قلمه بالمبادئ لا بالمال، ويظل صوته حراً شامخاً كالجبال.
• التاجر الذي يفضل الإفلاس على أن يزيد سعر السلعة على الفقير، ويظل يردد: "ربح اليمن من ربح شعبها".
• الزوج الذي يصنع من العدم سنداً لزوجته، يمنحها الأمل بنظرة، والقوة بكلمة، والصبر بابتسامة. هو سندها حين ينكسر العالم حولها، متفوقاً بذلك على كل خطابات المساواة الجوفاء.
• الأب الذي يحول الحجر خبزاً، والخوف أملاً، والظلام فجراً يأتي. هو من يجوع لتشبع أطفاله، ويسهر ليناموا، ويخاف ليأمنوا.
في زمن انهارت فيه كل القيم، هؤلاء الرجال يشكلون آخر حصن للشرف والإنسانية. هم يكتبون بأرواحهم أجمل قصة صمود عرفها التاريخ.
تحية لرجال يعلمونا الرجوله يوميا بأفعالهم .. رجال علمونا أن العظمة ليست في ما تملك، بل في ما تعطي. وأن الشرف ليس في ما تأخذه، بل في ما ترفضه.