آخر تحديث :الأربعاء-04 يونيو 2025-01:53ص

من أخطر الفاسد أم الأحمق؟.. الإقالة تغطي الجريمة والقضاء نائم

الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - الساعة 01:03 ص

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


بعد إقالة مدير مؤسسة المياة بتعز .. لماذا لا يتحرك القضاء؟!؟


ندعو محافظ تعز - نبيل شمسان - للتحلي بالموضوعية، و تسمية الأمور بمسمياتها، دون مجاملة أو تنميق، واعتماد حلول مبتكرة وشجاعة لمشاكل تعز الخدمية تسبق قرار إقالة اي مسؤول حكومي من منصبة .


و أنا أتصفح قرار إقالة مدير مؤسسة المياة السابق ظلت اسئلة تتردد في ذهني : هل تلي قرار الإقالة محاسبة للمدير الفاسد ؟!؟ هل المسؤول الصغير عندنا يملك السيادة الحقيقية على المؤسسة التي يسيرها ؟!؟ أم أنه مجرد موظف عند المسؤول الأعلى منه!!!


وهنا برز تساؤل آخر : متى تترسخ ثقافة الاستقالة عند مسؤولينا الكبار فتتجسد الحكمة الخالدة “المسؤولية تكليف وليس تشريف”؟!؟


وسأكتفي في هذه العجالة : بأن احكي لكم هذه الحكاية واي تشابه في الشخصيات والاسماء ليس من قبيل الصدفة ولا من وحي الخيال ...


ليس هناك من هو أخطرُ على الدول من (المسؤول الفاسد) إلا (المسؤول الأحمق) الذي لا يدركُ أنه أحمق ، فالمسؤول الفاسد (على رذالة مسلكه) يُدير فساده بقدرٍ من الذكاء النفعي، الذي يبقي على الدولة قائمة، لا حبًا فيها ولا صلاحاً منه، وإنما حرصًا على بقائها كوعاءٍ ينهبُ منه متى شاء.


وبالتالي فإن (المسؤول الفاسدُ) يسرق السفينة ليُطعمَ جشعه، لكنه لا يخرق قاعها، لأن غرق السفينة يعني غرق مكاسبه. فيحرص -وإن بنوايا خبيثة- على ألّا تغرق السفينة التي يملأ منها خزائنه.


أما (المسؤول الأحمق) فيُشبِهُ -الطفلَ الطائشَ- إن أُعطِيَ مفاتيح القلعة ،صحيح قد لا يسرقُ خزائنها، لكنه يفتحُ أبوابها للناهبين دون وعيٍ ولا إدراك، فنراهُ بكلِّ حُمْقٍ وسذاجةٍ يمنحُ المُعتدين -مفاتيح القلعة- وهو يظنُّ أنه بذلك يوزّع البطولاتِ والإنجازاتِ التاريخية.


فحماقته وإن لم تمنحه نفعاً لنفسهِ كما ينتفع الفاسد من الموارد، لكنها تجعل منه -جسرًا مُضحكاً- يعبر فوقه كل فاسد إلى قلب الموارد، ثم يُلقي به بعد أن ينتهي دوره (كأداةٍ حلبوية) استُنفِدَت قيمتها بعد أن يجفّ ضرعُ الدولة.


وهكذا تُفتح أبواب الإفساد على مصاريعها لا لأن الفاسدين أقوياء، بل لأن المسؤول الاخمق جعل حماقته (بوابةً مشرعةً) للفاسدين، وسقفه المنخفض (مظلةً لتمدد فساد المتنفذين) الذي ثبت تاريخياً بأنه لا حدَّ لشراهتهم.


ومع انكشاف زيف المسؤول الاحمق وانفضاح هشاشة الأرضية التي يقف عليها ، ستتآكل قدرته على الحفاظ على موقعه، فنراه يفقد شرعية وجوده تدريجياً، حتى يتهاوى ويسقط ، ليترك موقع مسؤوليته بعدها نهبًا لدوائر الخراب، بلا مجدٍ، ولا أثرٍ، ولا ذِكر. " والله غالب علي امره " ( محرم الحاج ) ( محرم الحاج )