آخر تحديث :الخميس-05 يونيو 2025-02:52م

تعز تُنهَب بمكتب التخطيط.. مصنع فساد

الأربعاء - 04 يونيو 2025 - الساعة 01:02 ص

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


#لمحافظ تعز : الوضع لا يُطاق و المهزلة في مكتب التخطيط يجب أن تنتهي..


اخي - نبيل شمسان- لا تُخدَعنّ بالملفات المصقولة، فالحقيقة لا تحتاج "غلافآ أنيقآ " لذلك أوقف العبث قبل أن يُصبح التخطيط في تعز مرادفا للتخريب، والمكتب مجرد مبنى يُنتج السراب.


ولماذا نُرهق نفسك بالشفافية والمنافسة، بينما يمكنك تنفيذ المشاريع بنفس السهولة التي تحجز بها طاولة في مقهى؟!؟ النتيجة: مشاريع متعثرة، بتكاليف متضخمة، وجودة تنفيذ لا تليق حتى بمزرعة دواجن


بدليل ان ( 105 مليار ريال و975 مليون و960 ألف و180 ريال يمني ) اهدرتها المنظمات الدولية والمحلية العامله بتعز خلال العام 2022م .


وهذا الرقم المهول يؤكد حقيقة ان المنظمات الدولية والمحلية زهواكير الفساد جعلوا من مدينة تعز ورقة للاستغلال و الاستثمار وجمع مليارات الدولارات وترحيلها إلى حساباتهم الخاصة دون أن يستفيد منها أبناء تعز شيء...


وفي السياق : فتحي أبو النصر نشر تقرير وصفة بالموسع عن الفساد الحاصل بمكتب التخطيط بتعز قال فيه : طبعآ في زمن تذبح فيه الحاجة أحلام الناس، وتكاد التنمية تكون طيفا تائها في شوارع تعز المتعبة، يخرج علينا مكتب التخطيط والتعاون الدولي هناك ليقدم لنا عرضا ساخرا من نوع خاص، اسمه: "كيف تُدير التنمية كأنك تُدير عصابة؟" إخراج: نبيل جامل. تمويل: أموال المانحين. الضحايا: مواطنون حلموا بماء، طريق، أو حتى كهرباء مستقرة.


ولنبدأ من الوثيقة الرسمية، التي تشبه بلاغا جنائيا أكثر منها تقريرا إداريا. تخيل أن يكون عنوان المرحلة هو "تحويل المشاريع الخدمية إلى نفقات تشغيلية"، كأن تنظر إلى حفرة في الشارع فيُخبرك الموظف أنها ليست أولوية، لأن المكتب مشغول بدفع إيجاراته، رواتبه، وكوبونات البنزين لسيارات لا تخرج إلا وقت التصوير.،!


المدير العام – الذي يبدو أن خبرته في "التكليف المباشر" تفوق خبرته في التخطيط – قرر أن مناقصات المشاريع رفاهية بيروقراطية. فلماذا نُرهق أنفسنا بالشفافية والمنافسة، بينما يمكننا تنفيذ المشاريع بنفس السهولة التي نحجز بها طاولة في مقهى؟!؟ النتيجة؟ مشاريع متعثرة، بتكاليف متضخمة، وجودة تنفيذ لا تليق حتى بمزرعة دواجن.


نجيب عبدالله أحمد الظافر، مسؤول إدارة التخطيط وبرمجة المشاريع، لم يحتمل رفع صوته ورفع وثيقته. لكن حتى الصوت، في تعز، يحتاج إذنا ليُسمع.


الظافري يشكو غياب خطة واضحة. لا أهداف، لا مؤشرات، لا قياس أداء. خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية 2024-2026 أصبحت مثل طبق فول بائس، نُزع منه الملح والكمون والبقول، واحتُفظ بالطبق فقط ليُقال إن هناك شيئا يؤكل.


أما المكتب، فقد تحول من كيان مفترض أن يرسم مستقبل تعز إلى محطة ترانزيت لمشاريع المنظمات، التي تُنفذ كما تريد، وقتما تريد، وبالطريقة التي لا يريدها أحد.


فلا رقابة ،و لا تقييم، بل لا هم بالمصلحة العامة. المهم أن يُرفع التقرير السنوي المطبوع بورق لامع.!!!


لكن الفضيحة الأكبر: أن بعض المشاريع تنفق 50% من ميزانيتها على تشغيل المكتب. نعم، النصف! هل نتحدث عن مكتب تخطيط أم شركة خاصة تُضارب في سوق الأسهم؟ هل الهدف هو التنمية، أم تحويل كل مشروع إلى حظيرة "تغذية إدارية" يتضخم بها البيروقراطيون؟


نائب المدير نجيب أنور الشاذلي، بدوره، خرج من صمته أعلن تضامنه مع الحقيقة، وهي بالمناسبة الشيء الوحيد الشفاف في المكتب. صرح بكل وضوح: "المدير لا يصلح، والمكتب في حالة شلل، والتنمية والفساد لا يتقابلان إلا في تعز، وتحت توقيع نبيل جامل."


وقال لي بمنتهى السخرية مصدر في السلطة المحلية في تعز" المواطن يؤمن أن التخطيط ليس فن تحويل الميزانية إلى مكيفات ومياه معدنية، بل مسؤولية لإنقاذ مدينة تنزف منذ زمن."

لكن جامل، الذي لم يأتي به قدر الله بل قرارات إدارية مرت في زمن المجاملات، هو الآن العقبة الرئيسية أمام أي أمل بتصحيح المسار.


تم استحداث كيانات خارج اللوائح، إقصاء موظفين، تهميش إدارات، رفض تفعيل المراقبة والتقييم، بل حتى مشروع "خارطة الخدمات الأساسية" الذي ينتظره المواطن منذ 2022، بقي حبرا على ورق لأن السيد المدير لديه أولويات أخرى – ربما ورشة عمل عن "كيفية إدارة الفشل برشاقة".


الأكثر مرارة " أن المواطن لا يطلب مستشفى عسكريا، أو برج اتصالات. كل ما يريده هو ماء نظيف، طريق معبد، أو ربما، فقط ربما، أن يشعر أن من يقود إدارة التخطيط في تعز يفكر أكثر من موظف كافيتيريا.!!


والحال ، تبقى الدعوة إلى فتح تحقيق، ليست خيارا، بل فرضا أخلاقيا ووطنيا. نعم: يجب أن يُقال نبيل جامل، لا لأن الشاذلي طلب، ولا لأن الظافر وثق، بل لأن هذا الوضع لا يُطاق، وهذه المهزلة يجب أن تنتهي.


و قبل ان اغادر اسأل : لماذا لا يتم تسليط الضوء علي الفساد والعبث الحاصل في مكتب التخطيط والتعاون الدولي من قبل تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ؟!؟ولماذا" ايضآ " لم تشكل لجان تحقيق فيه من قبل قيادة المحافظة؟!؟


بدوري بحثت عن إجابة لتلك الأسئلة ولكنني لم اصل إلى الحقيقة المقنعة أو الإجابات الشافية ، و لا ازال حتى اللحظة اسعى جاهدآ لكشف خيوط الحقيقة، وفضح الفاسدين ، و اعدكم بذلك في حالة اكتمال الوثائق والأدلة القانونية .

" والله غالب علي امره "

(محرم الحاج )

( محرم الحاج )