أكد وزير الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، هيمش فولكنر، أن بلاده تحافظ على "كل أنواع الاتصالات" المتوقعة لضمان حضورها الكامل في المنطقة، وذلك ردا على سؤال صحيفة الشرق الأوسط حول وجود اتصالات مع مليشيا الحوثي.
جاء ذلك في إتصال هاتفي للصحيفة خلال زيارة قام بها الوزير البريطاني، الأيام الماضية، إلى العاصمة عدن، والتي مثلت أول زيارة لمسؤول بريطاني بهذا المستوى للعاصمة اليمنية منذ عام 2019.
ورغم الجمود السياسي في الملف اليمني، أوضح فولكنر أن زيارته تهدف إلى "إعادة تأكيد شراكة بريطانيا مع اليمن، وتعميق التنسيق العملي". وشملت الزيارة تفقده مركزاً صحياً في مخيم للنازحين، وتوجهه إلى مقر خفر السواحل اليمني.
وأعرب الوزير عن فخره بالشراكة مع خفر السواحل اليمني، قائلاً: "لقد اعترضوا عدداً متزايداً من الشحنات، بما في ذلك مواد تقنية عالية يمكن استخدامها لأغراض عسكرية". كما أشاد بالتعاون "الوثيق والمهم" مع المملكة العربية السعودية في دعم الحكومة اليمنية.
ولم يتردد الوزير البريطاني في إدانة الهجمات الحوثية، قائلاً: "كنت واضحاً أيضاً في إدانة الخطوات التي اتخذها الحوثيون، بما في ذلك خطف العاملين الإنسانيين، وفرض القيود على المساعدات، وبالطبع دورهم المزعزع في البحر الأحمر".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشير فيه تقديرات غربية إلى تنفيذ الحوثيين أكثر من 228 هجوماً بحرياً، أدت إلى غرق 4 سفن وتأثر مصالح 55 دولة، ما دفع العديد من شركات الشحن لتحويل مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين.
من جهة أخرى، يرى محللون يمنيون أن المشكلة اليمنية في جذرها سياسية وتحتاج إلى معالجة جذرية. وأشارت الباحثة ميساء شجاع الدين من مركز صنعاء للدراسات إلى أن "اليمن حالياً ليس أولوية لأي طرف إقليمي أو دولي"، معتبرة أن التعامل مع الملف يقتصر على "محاولة تخفيف أكبر قدر ممكن من الضرر".
بدوره، أكد محمود شحرة من "تشاتام هاوس" أن تغيير موازين القوى على الأرض هو الكفيل بدفع عملية السلام، مشيراً إلى ضعف الحكومة اليمنية وضرورة استعادتها لمكانتها لتملأ أي فراغ محتمل.
واختتم الوزير فولكنر زيارته بالحديث عن انطباعاته من عدن، واصفاً إياها بـ"المدينة الجميلة" التي لاقى فيها استقبالاً دافئاً، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى المشاهدات الإنسانية الصعبة، قائلاً: "رأيت أطفالاً يعانون سوء التغذية، ونازحين يكافحون للبقاء... لا يزال هناك الكثير مما يجب فعله".