انتقد الصحفي جميل الصامت، مساء اليوم الاثنين، بشدة زيارة وزير الدفاع في الحكومة المعترف بها دوليًا، الفريق محسن الداعري، إلى مدينة تعز، واصفًا الزيارة بأنها مكافأةٌ على التمرد وليست خطوةً لإصلاح المؤسسة العسكرية كما يُروّج لها.
وقال الصامت، في مقال رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، والذي حمل عنوان "تعزيزًا لتمرد محور طيور الجنة.. الداعري وسط جيش شعبي في تعز؟!"، إن زيارة وزير الدفاع لمحور تعز، الذي وصفه بالمتمرد على الشرعية، لن تؤدي سوى إلى مزيد من الانفلات والتمرد على مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن القيادات العسكرية في المحافظة ضالعة في الفساد والفوضى وجرائم جنائية خطيرة.
وأضاف أن المحور منذ اغتيال القائد عدنان الحمادي لم يحقق أي تقدم ميداني يُذكر، بل انشغل– بحسب وصفه– بمعارك داخلية تتعلق بالجبايات، والسيطرة على الموارد، وملاحقة الصحفيين في المحاكم، في وقتٍ يعيش فيه الجيش حالة بؤس وانقسام حاد، بينما تُنهب إمكاناته لصالح قيادات حزبية وعسكرية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.
ووصف الصامت العرض العسكري الذي شهده وزير الدفاع في تعز بأنه فضيحة كبرى تُظهر جيشًا بلا انضباط ولا عقيدة وطنية، أشبه بجيشٍ شعبيٍّ تائهٍ في أيدي جماعاتٍ حزبيةٍ تسخّر إمكانات الدولة لمصالحها الخاصة.. مضيفًا أن الوزير شاهد بعينه جيشًا جائعًا يقوده قادة متخَمون بالمال والنفوذ.
وانتقد الكاتب بشدة إصرار وزير الدفاع على زيارة محور يرفض أوامره ولا يمتلك قائده قرارًا جمهوريًا، معتبرًا ذلك شرعنةً للتمرد ونهب الموارد العامة، متسائلًا: “ما كان لوزير دفاع أن يزور مدينةٍ يقود جيشها أشخاصٌ مطلوبون جنائيًا، يحتلون مؤسسات الدولة ويمنعون رجالها من ممارسة مهامهم".
وأشار الصامت إلى أن محور تعز، وفقًا لوصفه، بات مفتوحًا أمام مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من مخابرات أجنبية، وأن قياداته “ترفض إعادة مرتبات أكثر من عشرة آلاف جندي وضابط” تابعين للجيش الوطني.
وختم مقاله بسخرية لاذعة من تكرار زيارات وزير الدفاع لمحاور عسكرية لا تثمر شيئًا، مؤكدًا أن تلك الزيارات “لا تقدّم ولا تؤخّر، ولا تُسقط فاسدًا ولا تُحاسب قاتلًا، بل تمنح شرعيةً لواقعٍ عسكريٍّ فوضويٍّ يهدد كيان الدولة".