آخر تحديث :الإثنين-06 أكتوبر 2025-01:12ص
اخبار وتقارير

صفارات الإنذار تدوي في إيلات ومخاوف يمنية من رد فعل اسرائيلي انتقامي

صفارات الإنذار تدوي في إيلات ومخاوف يمنية من رد فعل اسرائيلي انتقامي
الأحد - 05 أكتوبر 2025 - 08:44 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، إن صفارات الإنذار دوت في إيلات، إثر تسلل طائرة معادية جنوب البلاد، وإنه اعترض الطائرة المُسيَّرة بينما يُحقِّق في التفاصيل.

ووفقاً لموقع "تايمز أوف إسرائيل" استهدف الحوثيون في اليمن مدينة إيلات بطائرات مُسيَّرة مرَّات عدَّة. والشهر الماضي، أصابت طائرة مُسيَّرة حوثية المدينة السياحية، مُسفرة عن إصابة أكثر من 20 شخصاً، ما دفع تل أبيب إلى شنّ غارات عنيفة على أهداف حوثية في صنعاء أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 170.

وفي وقت سابق من اليوم الأحد، تبنّت المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي باتجاه إسرائيل، فيما أعلنت الأخيرة اعتراضه من دون أضرار بعد أن دوت صفارات الإنذار في مناطق عدة.

ويأتي الهجوم استمراراً لمئات الهجمات السابقة منذ أواخر 2023، التي تزعم الجماعة أنها تنفذها مناصرةً للفلسطينيين في غزة، في مقابل 18 موجة من الغارات الإسرائيلية ردّاً على هذه الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وفي حين يخشى الشارع اليمني من ردود فعل إسرائيلية انتقامية، زعم المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان متلفز، تنفيذ عملية جديدة استهدفت أهدافاً حساسة في القدس بصاروخ باليستي من طراز فلسطين 2 الانشطاري متعدّد الرؤوس.

وزعم سريع إن العملية جاءت انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وردّاً على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة، مؤكداً أن العملية حققت أهدافها وتسببت في هروب الملايين إلى الملاجئ. حد قوله

وأشار البيان إلى أن الجماعة تتابع التطورات الميدانية في غزة بالتنسيق مع المقاومة الفلسطينية، مؤكداً استمرار العمليات حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع، وفق ما ورد في البيان.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض الصاروخ من دون وقوع أضرار، وقال في بيان إن سلاح الجو أسقط صاروخاً أُطلق من اليمن بعد أن دوّت صفارات الإنذار في مناطق عدة داخل إسرائيل، مؤكداً أن أنظمة الدفاع الجوي تعاملت معه وفق البروتوكول.

ودأبت المليشيات الحوثية على إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل ومهاجمة سفن تقول إنها «مرتبطة بها»، في البحر الأحمر وخليج عدن، في حين تمكنت الدفاعات الإسرائيلية من إسقاط معظمها.

زعيم العصابة عبد الملك الحوثي كان قد تبنّى في أحدث خطبه الأسبوعية تنفيذ 228 هجوماً على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن خلال العامين الماضيين، قائلاً إنها تأتي ضمن «الإسناد للشعب الفلسطيني».

وأوضح الحوثي أن جماعته نفذت خلال الأسبوع الماضي وحده «18 عملية بحرية وجوية» استهدفت بعضها «العمق الإسرائيلي»، وأخرى «سفناً دولية»، مدّعياً أن تلك العمليات أحدثت «شللاً في ميناء إيلات».

وربط الحوثي هجماته بـ«تعليمات إلهية» و«جهاد مقدس»، ملوّحاً بمواصلة تطوير القدرات العسكرية لتصبح «أكثر تأثيراً».

وأدّت الهجمات الحوثية حتى الآن إلى غرق أربع سفن ومقتل تسعة بحارة على الأقل، وقرصنة سفينة خامسة، واحتجاز نحو 12 بحاراً لا يزالون في قبضة الجماعة.

وكان آخر تلك الهجمات البحرية قبل نحو أسبوع، عندما هاجمت الجماعة سفينة شحن هولندية في خليج عدن، ما تسبب في اشتعال النار على متنها وإصابة بحارَين اثنين، قبل أن تتدخل المهمة الأوروبية «أسبيدس» لإجلاء طاقمها البالغ 19 شخصاً إلى جيبوتي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريحات سابقة إن «كل هجوم على مدن إسرائيل سيُقابَل بضربة قاسية وموجعة على حكم الإرهاب الحوثي»، بينما هدّد وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الحوثيين قائلاً عبر منصة «إكس»: «مَن يُلحق الضرر بإسرائيل سنلحق به الضرر سبعة أضعاف».

ويخشى الشارع اليمني أن يقود التصعيد الحوثي إلى ردود إسرائيلية أوسع تطال البنى التحتية ومرافق اقتصادية، ما قد يفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلاً.

ويقول ناشطون محليون إن الجماعة الحوثية «تستغل التصعيد الخارجي لتبرير قمعها الداخلي وتكثيف حملات التجنيد القسري في مناطق سيطرتها»، بينما تقول الحكومة اليمنية، إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية على الأرض لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى صنعاء وبقية المناطق الخاضعة بالقوة للجماعة.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، نفّذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية والمسيّرة على إسرائيل وعلى الملاحة الدولية، وردّت تل أبيب بعشرات الغارات منذ يوليو (تموز) 2024، كان أعنفها في 28 أغسطس (آب) حين قُتل رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وتسعة من وزرائه في صنعاء.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية مواني الحديدة ومطار صنعاء ومصانع أسمنت ومنشآت كهرباء وطاقة، كما ضربت مقار عسكرية وأمنية، بينها مقر الإعلام الحربي الحوثي وفرع البنك المركزي في الجوف، ما أدى إلى مقتل وجرح المئات وإحداث دمار واسع.