آخر تحديث :الأربعاء-24 سبتمبر 2025-11:28م
عربي ودولي

نيويورك تنتفض.. آلاف الإيرانيين يواجهون بزشكيان أمام الأمم المتحدة للتأكيد على شرعية المقاومة

نيويورك تنتفض.. آلاف الإيرانيين يواجهون بزشكيان أمام الأمم المتحدة للتأكيد على شرعية المقاومة
الأربعاء - 24 سبتمبر 2025 - 06:26 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن
في ساحة مقر الأمم المتحدة بنيويورك اجتمع آلاف الإيرانيين الأحرار ومؤيدي المقاومة، في تظاهرة حاشدة قرأتها القائمات على التنظيم في أجواء مشحونة بالرفض والغضب.
افتُتح التجمع الرسمي برسالة السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، التي قُرِئت بواسطة السيدة سونا صمصامي، الممثلة في الولايات المتحدة.
كانت الرسالة بمثابة القلب النابض للتظاهرة: دعوة صريحة لإسقاط نظام ولاية الفقيه وإرساء جمهورية ديمقراطية تقوم على سيادة الشعب، فصل الدين عن الدولة، ومساواة كاملة للنساء والرجال.
في رسالتها أكدت السيدة رجوي أن الحراك في نيويورك يصدر عن نفس نبض الشوارع الإيرانية — طهران، مشهد، أصفهان، كرمان، كل المدن وسجونها — وأن صوت المنتفضين داخل البلاد يُدافع عنه هذا الحشد في الخارج.
وطالبت بوضوح ألا يُمنح مقعد الشعب الإيراني لنظام يرتكب الإعدامات والجرائم ضد الإنسانية؛ وأن تُحال قضايا الإبادة الجماعية إلى مجلس الأمن؛ وأن يُحاكم خامنئي ومسؤولو النظام في محكمة دولية؛ وأن يتوقف العالم عن الصمت أمام قتل شباب إيران في الشوارع.
كما أوضحت رجوي أن الكشف المتواصل للمقاومة عن برامج النظام النووية كان خدمة للسلام العالمي، وأن وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة هم القوة الحقيقية للتغيير داخل البلاد.

بعد رسالة رجوي استعرض المتحدثون الدوليون دعمهم للحراك وركزوا على معالم محددة من جرائم النظام وخطوات المواجهة:

•الجنرال تاد والترز، القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا (2019–2022)، شدّد على أن النظام الإيراني يمثل تهديدًا للأمن العالمي وأن إيران الحرة ضرورية للسلام. أشار إلى شرعية البديل الديمقراطي الممثل بـالمجلس الوطني للمقاومة وخطة النقاط العشر، مطالبًا بدعم دولي لمرتكزات حكم عادل وغير نووي ومشاركة سياسية متساوية للنساء.

•السفيرة كارلا سندز، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الدنمارك، ركّزت على أرقام الإعدامات والسياسة القمعية: استنكرت تنفيذ مئات الإعدامات في فترات قصيرة وذكّرت بأن حضور ممثل النظام في الأمم المتحدة يسيء لمكانة المنظمة. نبهت إلى أن المفاوضات المطوّلة حول الملف النووي تحولت إلى تكتيكات تأجيل تمنح النظام وقتًا، ودعت إلى سياسة قوة وضغط أقصى بدلًا من الرضوخ.

•السيناتور سام براونباك، الحاكم السابق لولاية كانزاس والمبعوث الأمريكي السابق لشؤون الحريات الدينية الدولية، وضع الحراك في خانة المنطقة الحاسمة : وصف النظام بأنه إرهابي وساعي للسلاح النووي، واعتبر أن الخطر الداخلي على الإيرانيين يفوق قلق النظام من أعدائه الخارجيين لأن الخوف الحقيقي هو من شعبه المنتفض. أشاد بقيادة نسائية للمقاومة واعتبر أن الحركة اليوم في المنطقة الحمراء نحو النصر.

•السيدة ليندا تشافيز، المديرة السابقة لمكتب العلاقات العامة في البيت الأبيض، ركّزت على الوجه المِضاد للدين القسري الذي يفرضه النظام، وأكّدت أن التغيير الحقيقي لا يأتي بالقنابل وحدها بل بتقليب النظام نفسه رأسًا على عقب عبر إرادة الشعب. نادت المجتمع الدولي بوقف سياسات الاسترضاء والاعتراف بخارطة الطريق الديمقراطية التي طرحتها المقاومة.

تزامن هذا الحشد في نيويورك مع تتابع تحركات كبيرة في أوروبا — لا سيما تظاهرة بروكسل التي جمعت عشرات الآلاف — ومع رسائل تضامن من مقيمّي أشرف 3 وفعاليات جاليات إيرانية في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا. المنظمون اعتبروا نيويورك استمرارًا لطوفان عالمي يرفض شرعية النظام ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفعلي: مقعد للشعب لا للجلاد، إحالة ملفات الجرائم إلى العدالة الدولية، ووقف أي غطاء دبلوماسي لمن يرتكب الإبادات والقتل داخل بلده.

في ختام الفعالية كرر المتظاهرون هتافهم الثابت: لا لولاية الفقيه… نعم لإيران حرة. الرسالة وصلت واضحة إلى صنّاع القرار: الشرعية الحقيقية هي للمقاومة التي تمثّل إرادة الشعب، وليس لمنظمة تمنح منصة لجلادين. نيويورك اليوم لم تعد مجرد ساحة تنديد؛ بل محطة في مسار عالمي متصاعد نحو تحرير إيران وإرساء نظام ديمقراطي يضمن السلام لبلادها والمنطقة.

كما شهدت التظاهرة كلمات لعدد من الشباب الإيرانيين وممثلي الجاليات الإيرانية في الولايات المتحدة وأوروبا الذين أكدوا أن الجيل الجديد متمسك بخيار المقاومة وبتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران. وقد عبّر هؤلاء المتحدثون عن أن أصواتهم هي امتداد لصوت الشارع المنتفض داخل البلاد، وأنهم يرفضون أي بديل مزيف يفرضه الخارج.

إلى جانبهم ألقى الأستاذ مسلم أسكندر فیلابي، رئيس لجنة الرياضة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كلمة مؤثرة شدد فيها على أن الرياضة الإيرانية تعاني من قمع النظام وتوظيفها لأهداف دعائية، مؤكداً أن الرياضيين الأحرار يقفون إلى جانب شعبهم ومقاومتهم، وأن يوم الحرية سيعيد للرياضة الإيرانية شرفها ومكانتها الطبيعية بين أمم العالم.

بهذا اختُتمت التظاهرة برسالة جامعة: من صوت مريم رجوي، إلى تأييد القادة الدوليين، إلى نداء الشباب والمجتمع الرياضي، الجميع أجمعوا أن التغيير في إيران أمر محتوم وقريب، وأن العالم يجب أن يقف إلى جانب الشعب في مسيرته نحو الحرية.