في وقتٍ يستعد آلاف الإيرانيين الأحرار وأنصار المقاومة للتظاهر في نيويورك يومي 23 و24 سبتمبر ضد نظام ولاية الفقيه وفضح جرائمه، شهدت بيروت في 20 أيلول/سبتمبر 2025 مؤتمرًا دوليًا هامًا نظمته حركة "تحرّر من أجل لبنان" تحت عنوان: «لبنان بعد تراجع نفوذ الملالي في إيران: الربيع متى أوانه؟». هذا المؤتمر جاء انعكاسًا لتصاعد الرفض الشعبي والسياسي لنفوذ النظام الإيراني وأذرعه، خصوصًا حزب الله، وللتأكيد على أن مستقبل لبنان مرهون بتحرّره من قبضة الهيمنة الإيرانية.
شارك في المؤتمر نخبة من السياسيين والناشطين والدبلوماسيين، إضافة إلى متحدثين من الخارج عبر "زوم". وافتتح الدكتور علي خليفة أعمال المؤتمر بالتأكيد على أن التطورات الإقليمية، من اتفاقيات الدفاع المشتركة إلى محاولات النظام الإيراني لاسترضاء السعودية، ليست سوى محاولات يائسة لاحتواء التراجع. وأكد أن بقاء سلاح حزب الله يعني استمرار نفوذ طهران وزعزعة الأمن الوطني اللبناني.
من جهته، اعتبر الناشط السياسي علي الزين أن لبنان كان لعقود ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، وأن النفوذ الإيراني عبر حزب الله مثّل أكبر تهديد لسيادة الدولة. ورأى أن انحسار هذا النفوذ يفتح فرصة أمام الدولة والجيش لبسط سلطتهما، متسائلًا في الوقت نفسه عن مدى ضعف النظام الإيراني داخليًا، وهو سؤال يتردد صداه بقوة في تظاهرات نيويورك.
النائب الأوروبي السابق ستراون ستيفنسون حمّل النظام الإيراني مسؤولية تمزيق أوصال الدول الوطنية في المنطقة، داعيًا إلى حزم دولي ومحلي لوقف تدخله. أما السيد موسى أفشار، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فشدد على عدم شرعية النظام، مذكرًا بجرائم الإعدامات والقمع في الداخل، ومؤكدًا أن الشعب الإيراني مصمم على استعادة تمثيله الشرعي، بالتناغم مع حراك اللبنانيين.
وشهد المؤتمر مداخلات أخرى لسياسيين وأكاديميين، ركزت على ضرورة بسط سلطة الدولة وحصرية السلاح بيدها، ودعم المرأة والشباب لمواجهة هيمنة حزب الله، إضافة إلى الدعوة إلى انتخابات حرة وتحرير الطائفة الشيعية من سيطرة النظام الإيراني. واتفق المشاركون على إصدار توصيات عملية وتشكيل لجنة متابعة.
هذه الجهود في لبنان تتناغم مع صرخات الإيرانيين في نيويورك الذين أكدوا أن إسقاط نظام ولاية الفقيه ليس قضية إيرانية فحسب، بل شرط أساسي لاستقرار المنطقة برمّتها. التظاهرات أمام الأمم المتحدة أعادت التأكيد أن لا مستقبل مع الشاه ولا مع الملالي، بل مع مقاومة شعبية منظمة تحمل مشروعًا ديمقراطيًا بديلاً، كما تطرحه السيدة مريم رجوي في خطتها ذات النقاط العشر.
إن مؤتمر بيروت وتظاهرات نيويورك وجهان لحراك واحد يضع حدًا لتدخلات النظام الإيراني ويؤسس لشرق أوسط جديد، قائم على الحرية والسيادة والعدالة، حيث يكون لبنان سيدًا حرًا، وإيران محررة من قبضة ولاية الفقيه.