آخر تحديث :الإثنين-22 سبتمبر 2025-12:58ص

بين الدنق وعيال مسعده: دولة ضائعة وشعب يموت

الأحد - 21 سبتمبر 2025 - الساعة 10:45 م

د. لمياء الكندي
بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب


حتى مع انغماسنا في الوجع وفائضِ القهر، وفي انغماسنا بالفشل، ما زلنا ونحن نعيش في حفرةٍ واحدة تكاد تتحول إلى قبرٍ جماعي، نعيش حالةً خاصةً من الانتماء الحزبي والسباب اللفظي—شتائم متبادلة وهجوم مضاد يمارسه المفسدون؛ وهم غارقون في حفرةٍ واحدة، يتراجمون فيما بينهم بالكراهية ويهيِّلون أوساخهم على رؤوس بعضهم من باب العصبية الحزبية.


ليخرس الجميع، ولتبحثوا لكم عن أعداء خارج هذا المستنقع الذي تتشاركون فيه العيش. عدوكم واضحٌ ؛ يصيح بأعلى صوته، يقهقه ساخرًا من غبائكم، ويحاول أن يظهر أمام الشعب الذي استعبد جزء منه بمظهرِ الصفوةِ التي تقاتل لغايةٍ عظيمة.


فيما يفترض أنكم تقاتلونه لغايةٍ أعظم. وهل ثمة غاية أعظم من استعادة الدولة وتحريرها وفرض سيادة النظام والقانون؟


هل ثمَّ شعارٌ أفضل من شعارِ المواطنة العادلة والدفاع عن حقوق الشعبِ المغتصبةِ التي دافع عنها واستشهد في سبيلها آلافُ من أبناءِ اليمن؟


لا تكونوا صغارًا؛ ارفعوا من مستوى معاناتكم وقضيتكم، وكفى سقوطًا.


على قيادةِ الإصلاح والمؤتمر أن تلجمَ اتباعها عن ممارسة هذا اللغط وأن تسحبَ ألسنتهم وأقلامهم من الساحة العامة؛ هذه هي مسؤوليتُها وواجِبُها.


يكفي سَفَهًا وانحرافًا وفضائحَ؛ أنتم المسؤولون عن كل فشلٍ وإخفاقٍ وفوضى. وكونوا على يقينٍ أن الفسادَ الذي تمارسونه في حياتكم السياسية ينعكس على اليمنيينَ ككل.


الروائحُ النتنةُ التي تنطلق عبر أدواتكم الحزبية تصل إلى كل مكان، وقرفُها يزكمُ أنوفَ كل يمنيٍ على السواء.


إن عادت الدولة، فستكون دولةً لكل اليمنيين؛ ليست دولةَ الإصلاحي ولا دولةَ المؤتمري. إذا فُعِّلَ القانونُ وضُبطت المؤسساتُ، سيكون ذلك لصالح المواطن، وليس لصالح المؤتمري أو الإصلاحي. إذا تعدَّلَ وضُبطَ السلوكُ العامُّ وكان خاليًا من التحريض والتخوين والبذاءة، فسيكون ذلك لصالح المواطن. إذا تبنَّينا ثقافةَ المساءلةِ والرقابةِ والمحاسبةِ، فسيكون ذلك دعمًا لدولةِ النظامِ والقانونِ التي نناضل من أجلها.


إن أنهينا انقسامنا، سنربح وطنًا كريمًا نعيش فيه سويًا. لا مكانَ بيننا لدولةِ الإصلاح أو دولةِ المؤتمر؛ ليس أمامنا غيرُ دولةِ الجمهورية اليمنية، دولةِ سبتمبرَ وأكتوبرَ.


لا تحرقوا نضالكم ببارودِ الأحقاد وذخيرةِ الكراهيةِ التي تَشيعونها بينَ أتباعِكم. وتذكّروا أن بينَكم ومن خلفِكم عدوًّا يتربّص بكم الدوائر.


ملاحظة

عنوان المقال كتب من اجل لفت الانتباه لحالة السخف والسخط التي نعيشها وهو لا يمثل الكاتبه