تابعت من أمس، أكثر من برنامج بقنوات تلفزيونية يمنية، حول منحة الدعم السعودي الاقتصادي للحكومة بمبلغ مليار وثلاثمائة وثمانين مليون ريال سعوي مقيدة عبر البرنامج السعودي للتنمية وإعمار اليمن..
وللأسف كآنت مقدمات بعض البرامج يتحدثن عن وديعة وليس منحة، والعتب ليس عليهن بالتأكيد، لأنهن بالأخير مقدمات برامج يعتمدن على أسئلة وتوصيفات ومسميات معدي تلك البرامج المفترض أنهم يعرفون مستوى الفرق الجوهري الكبير بين منحة دعم مجانية محددة الأهداف، كما أعلنها مقدمها، وبين وديعة هي أساسا ديون على المستفيد منها وقد تكون عليها أيضا فوائد لصالح مودعها..
ولكن الأغرب أن تكون الغلطة في قناة تمثل إعلام حكومي كقناة عدن من الرياض، حيث يخلط المعد في التوصيفات، رغم حرص المذيعة على ضبط المصطلحات وادراكها بأن من الخطأ إطلاق وصف وديعة، واكتفائهل بإستخدام توصيف الدعم السعودي الجديد لليمن، كما فعلت الزميلة صفاء السويدي في حلقة خاصة بقناة عدن الحكومية التي تصر، مع الاسف، على وصف الدعم بأنه وديعة في تسميتها للحلقة البرامجية وبشكل يسيء للاشقاء المستضيفة للقناة.
وهناك حلقة ببرنامج زوايا الحدث بقناة بلقيس قدمتها أمس الزميلة أفنان توركر ووقعت بنفس خطأ التوصيف أيضا العائد إلى معد الحلقة..
والمؤسف أكثر بأن لا أحد من ضيوفها الاقتصاديين المحترمين حرص على التنبيه وتوضيح الأمر المهم كما كان ينبغي.. رغم أن الأمر يستحق ذلك، وماكان ينبغي التغاضي والقبول بتلقي أسئلة حول وديعة سعودية جديدة للحكومة اليمنية..دون التنبيه العابر أنها منحة أو دعم اقتصادي محدد الاهداف.
يمكن تقبل الأمر من العامة..باعتبار ثقافة الودائع قد طغت مع الأسف على عقلية الشعب بسبب مارافق تلك الودائع من فضائح فساد ونهب غير مسبوق في تاريخ الدولة اليمنية انتهت بوقفها من الجانب السعودي وغيره بعد وصولها إلى لجنة العقوبات الدولية والأمم المتحدة..
لكن يصعب تقبل خلط المصطلحات عبر وسائل الإعلام التلفزيونية الحكومية والأهلية الأكثر متابعة من الشعب .. وأتمنى أن تكون ملاحظاتي خفيفة لأنها من شخص يحترم كل وسائل الإعلام والزملاء العاملين فيها..
#ماجد_الداعري