المتابع لغضب وتظاهرات مدينة تعز يدرك أن المدينة تتجه بوتيرة حاسمة نحو اجتثاث الفوضى والإرهاب ورفع الحصار عنها — طموح يخص نحو ثمانية ملايين يمني عاشوا تحت وطأة الفوضى والعنف طوال عقد من الزمن، وشهدوا فيها واحدة من أعنف دورات الدم منذ اندلاع الأزمة في 21 سبتمبر 2014م.
الدعم الشعبي الراهن في تعز واجب على كل يمني وجنوبي; ما يحدث في تعز لا يقتصر أثره على صنعاء أو تعز وحدها بل له انعكاسات مباشرة على عدن وبقية الجنوب، وهذه الحقيقة ليست جديدة، بل تمتد جذورها لما قبل قيام الجمهورية العربية اليمنية في مطلع الستينيات.
عودة الأمن والاستقرار مسؤولية تقع على عاتق مجلس القيادة الرئاسي. قرأت تصريحات نائب رئيس المجلس الفريق أول طارق صالح التي طمأن فيها أسرة المجتهدة ابتهان المشهري بأن القتلة لن يفلتوا، وأنه وجه وزير الداخلية إبراهيم حيدان بمتابعة القضية وملاحقة الجناة — تصريحات يجب أن تُترجم إلى عمل فوري وملموس.
تعز اليوم تعيش حالة شلل كامل؛ القطاع العام متوقف والحياة المدنية معلقة، وهذا لا يجب أن يترك على حاله. إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإصلاحها ضرورة ملحّة، ولن تتكلّل هذه الخطوات بالنجاح ما دام في المدينة وجود جماعات مسلحة تعمل كعقبة أمام أي تحرك حقيقي لرفع الحصار وتأمين المدينة.
الصحافي نائف حسان أكد في تسجيل مرئي أن جماعة الإخوان في تعز لديها قائمة طويلة من الناشطين والسياسيين والصحافيين المستهدفين — مؤشر خطر يستدعي تحركًا سريعًا وحازمًا لحماية المدنيين وفرض سيادة القانون.
اجعلوا العصا واحدة: قوة الدولة وسيادتها فوق أي سلاح عائلي أو ميليشياوية. أخرجوا الجماعات المسلحة من مدينة تعز، وأعيدوا للأمن مؤسساته، فلا استقرار بلا إزاحة هذه الميليشيات وإحكام سلطة الدولة فيها.
#صالح_أبوعوذل