سلط تقرير موقع "إي يو نيوز" الضوء على المظاهرة الحاشدة التي نظمها المعارضون الإيرانيون في بروكسل، حيث رفع عشرات الآلاف صوتهم مطالبين بوقف سياسة التنازلات مع نظام الملالي، والعمل على دعم الشعب الإيراني في سبيل إسقاط النظام ديمقراطياً من الداخل.
رفض الاسترضاء وتبني الخيار الثالث
في تجمع شعبي ضخم تحت شعارات مثل "أوقفوا الإعدامات في إيران!" و"فعلوا آلية العقوبات الآن!"، جاء المشاركون ليؤكدوا رفضهم لسياسة الاسترضاء التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي في التعامل مع النظام الإيراني، والتي تعتمد على الحوار والتنازلات لتفادي المواجهة. وقد طالبت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بضرورة تبني "الخيار الثالث"، وهو تغيير النظام عبر المقاومة المنظمة للشعب الإيراني بعيداً عن الاسترضاء أو الحرب. كما حثت الاتحاد الأوروبي على تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي دون تأجيل لمنع عودة الحرب.
المجلس الوطني للمقاومة: بديل ديمقراطي ذي مصداقية
أكد التقرير أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يبرز كبديل حقيقي وقابل للحياة للنظام الحالي، مع خطة متكاملة لتنظيم مستقبل إيران على أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان وفصل الدين عن الدولة. وأشار غي فرهوفشتات، رئيس وزراء بلجيكا السابق، إلى أن القوة الجماهيرية للإيرانيين في الخارج دليل على وجود هذا البديل، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات مشابهة لتلك المتبعة في مواجهة روسيا، عبر فرض عقوبات صارمة تشمل القطاعات المالية وحقل النفط.
كما دعا فرهوفشتات إلى "حوار منظم" مع المجلس الوطني للمقاومة، مما يعكس اعترافًا متزايدًا بأهميته ومصداقيته كقوة سياسية داخلية وخارجية.
آفاق مستقبل إيران ودور أوروبا
المظاهرة والدعوات المصاحبة لها تشكل رسالة واضحة للاتحاد الأوروبي من جانب الشعب الإيراني بأن هناك بديلاً حيوياً ومشروعا للنظام الديكتاتوري، إلا أنه يحتاج إلى دعم أوروبي فاعل وتخليص السياسة الحالية من الاستسلام للتوازنات التخبطية. تدعو المعارضة إلى وقفة جادة ترتكز على عقوبات فعالة ودعم المقاومة الشعبية المشروعة لإحداث التغيير المطلوب.
هكذا، يبرز التقرير والتجمع في بروكسل نقطة تحول في استراتيجية المعارضة الإيرانية التي تحث المجتمع الدولي على تغيير نهج التعامل مع إيران، والوقوف بوضوح إلى جانب الشعب الإيراني الذي يسعى للحرية والكرامة بعيدًا عن النظام الملالي القمعي.