في الدوحة، حيث أرادت قطر أن تقدم نفسها عاصمة للوساطات، جاء الرد الإسرائيلي صاعقاً باستهداف وفد حماس المفاوض عبر الطيران في ترتيب وتنسيق أمريكي وعلى مقربة من اضخم قاعدة أمريكيةفي الشرق الأوسط.
ارتبكت الدوحة ،واكتفت ببيانات الشجب، لتجد نفسها أمام لحظة عجز فاضحة؛ لا حماية وفرتها امريكا ولا سيادة صانتها .
خليل الحية وبقية أعضاء وفد حماس كانوا في دائرة الاستهداف وهم يناقشون خطة ترامب لوقف الحرب ، والعملية وُصفت من الجانب الإسرائيلي بأنها جراحية بالغة الدقة.
وهكذا انكشفت الأوهام التي بنتها قطر طوال سنوات، حين تخيلت أن القاعدة الأمريكية على أرضها تمثل ضمانة مطلقة، متناسية أن أمن إسرائيل يأتي دائماً في سلّم الأولويات الأمريكية، فيما تبقى حماية الحلفاء مجرد شأن ثانوي.
السيادة القطرية أُهينت، والسياسة الخارجية للدوحة تلقت صفعة عنيفة أظهرت هشاشتها وعجزها عن تجاوز حدودها الطبيعية.
إن إدانة العدوان الإسرائيلي واجب لا جدال فيه، لكن من الواجب أيضاً أن تعي قطر أن دورها لم يكن أكثر من بالون منفوخ بالوهم، وأن العبث بأمن الدول وصناعة الكيانات المعادية لاستقرار المنطقة لن يورثها سوى لحظات انكسار كتلك التي تعيشها اليوم.